الوطن الطبية

د. شيماء عبدالمعبود لـ'الوطن': التدخين وضغط الدم أبرز أسباب أمراض القلب

- متلازمة الشريان التاجي من أمراض القلب الأكثر شيوعاً - آلام الصدر وضيق النّفَس والخَدَر أعراض تستدعي زيارة الاختصاصي - اكتشاف العَيب الخلقي الحاد في غضون ساعات أو أيام بعد الولادة - ممارسة الرياضة 30 دقيقة يومياً لتقليل خطر الإصابة

وليد صبري



متلازمة الشريان التاجي من أمراض القلب الأكثر شيوعاً

آلام الصدر وضيق النّفَس والخَدَر أعراض تستدعي زيارة الاختصاصي

اكتشاف العَيب الخلقي الحاد في غضون ساعات أو أيام بعد الولادة

ممارسة الرياضة 30 دقيقة يومياً لتقليل خطر أمراض القلب


اختصاصية أمراض القلب، بمستشفى السلام التخصصي، والحاصلة على درجة الدكتوراه في أمراض القلب والأوعية الدموية، د. شيماء عبدالمعبود، أن هناك عوامل رئيسة تؤدي إلى أمراض القلب أبرزها التدخين، وسوء التغذية وفَرط ضغط الدم، وفرط الكولسترول في الدم، إلى جانب مرض السكري.

وأضافت في لقاء مع «الوطن الطبية»، بمناسبة يوم القلب العالمي الذي يصادف 29 سبتمبر من كل عام والذي يقام هذا العام تحت شعار: «اعرف واستخدم القلب»، أنه يجب ممارسة الرياضة لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يومياً، خصوصا أنها تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، مشيرة إلى أن المتلازمة الإكليلية أو متلازمة الشريان التاجي «Coronary syndrome» بأشكالها المختلفة، تعد من أمراض القلب الأكثر شيوعاً. ودعت إلى زيارة اختصاصي القلب لإجراء الفحوص اللازمة، عند الشعور بآلام في الصدر، وضيق النّفَس، بالإضافة إلى إحساس الخَدَر والضعف أو الشعور بالبرد في الساقين والذراعين. وأضحت أن الاحتفال باليوم العالمي للقلب؛ يأتي ليؤكد أهمية زيادة الوعي حول مشاكل القلب وتعزيز الجهود المشتركة والإمكانيات اللازمة من أجل مكافحة انتشار الأمراض القلبية والوعائية والسيطرة عليها والحد من مضاعفاتها على صحة أفراد المجتمع، حيث يتم التركيز في هذا اليوم على التشجيع على اتباع نمط حياة صحي وعادات غذائية جيدة. وفي ما يأتي اللقاء:

ما هي أكثر أمراض القلب شيوعاً على مستوى العالم؟

- تعد المتلازمة الإكليلية أو متلازمة الشريان التاجي «Coronary syndrome» بأشكالها المختلفة من أكثر أمراض القلب شيوعاً، فالأوعية الدموية التاجية هي الأوعية المنتشرة على الجانب الخارجي من عضلة القلب ووظيفتها توصيل الدم إلى القلب نفسه.

ما هي أكثر الأعراض التي تستدعي الاطمئنان وزيارة اختصاصي القلب؟

- من الأعراض التي تستدعي زيارة اختصاصي القلب، أن يشعر المريض بألم في الصدر، وضيق النّفَس، وخَدَر وضعف أو شعور بالبرد في الساقين والذراعين، إلى جانب تسارع نبضات القلب، وبُطء نبضات القلب ودوخة وإغماء أو حالة قريبة منها.

ويمكن اكتشاف العَيب الخلقي الحاد في القلب عادةً في غضون ساعات، أو أيام، أو أسابيع، أو أشهر بعد الولادة، وتشمل أعراض أمراض القلب ما يأتي: جِلـْد بلون رمادي فاتح أو أزرق. انتفاخ في البطن أو في الساقين أو حول العينين، وضيق نفس خلال تناول الأكل، ما يسبب ارتفاعاً غير كافٍ في الوزن. أما العيوب الخلقية الأقل حدة وخطورة فيتم تشخيصها غالبا في وقت متأخر فقط من سن الطفولة أو حتى في سن البلوغ، وتشمل أعراض العيوب الخِلْقِيّة في القلب التي لا تشكل خطراً فورياً على الحياة: سهولة حدوث ضيق النّفَس نتيجة ممارسة نشاط جسدي أو رياضيّ، سهولة الشعور بالتعب نتيجة ممارسة نشاط جسدي أو رياضيّ، تراكم سوائل في القلب أو في الرئتين، تورم في اليدين، أو في الكاحلين أو في كفّيّ القدمين.

كيف يتم تشخيص اعتلال عضلة القلب؟

- اعتلال عضلة القلب معناه أن عضلة القلب تُصبح أكثر سُمكاً وصلابةً، وفي بعض الأحيان في المراحل المبكرة من اعتلال عضلة القلب لا تظهر أية أعراض على الإطلاق.

وكلما اشتد المرض وتفاقم قد تشمل الأعراض: ضيق النفس عند بذل أي مجهود أو حتى وقت الراحة، تورم الرجلين، والكاحلين، والقدمين، انتفاخ في البطن جراء تراكم السوائل، تعب، اضطراب نَظم القلب ودوخة وإغماء.

وهناك 3 أنواع من اعتلال عضلة القلب وهي: عضلة القلب الضعيفة أو الواسعة جدًا، وعضلة القلب السميكة جداً، وعضلة القلب القاسية متصلّبة ومحدودة.

وقد يصاحب أمراض القلب كذلك، التهاب التأمور أي التهاب غشاء القلب «Pericarditis» وهو التهاب الغشاء الذي يغطي القلب، والتهاب عضلة القلب «Myocarditis» وهو الذي يصيب الطبقة الوسطى من عضلة القلب، والتهاب الشغاف «Endocarditis» وهو الذي يصيب الغشاء الداخلي الذي يفصل بين غرف القلب وصماماته.

وتختلف أعراض أمراض القلب التي يسببها الالتهاب في القلب طبقاً لنوع العدوى، وتشمل: الحمّى، ضيق النفس، الضعف أو التعب، الانتفاخ في الساقين أو في البطن، التغيرات في وتيرة نبض القلب، السعال الجاف أو المتواصل، الطفح جلدي أو البقع غير العادية.

أما أعراض أمراض القلب الناجمة عن مشكلة في صمامات القلب فتكون في 4 صمّامات، وهي: الصمّام الأبهريّ أي الأورطي «Aortic valve»، الصمّام المِتراليّ أي التاجيّ «Mitral valve»، الصمّام الرئوي «Pulmonary valve»، إلى جانب الصمّام الثلاثيّ الشُّرَف «Tricuspid valve».

فجميع صمامات القلب تفتح وتغلق لتوجيه تدفق الدم عبر القلب، وقد تتأذى صمامات القلب نتيجة لعدة عوامل تؤدي إلى تضيّق، وتسريب أي تدفق غير طبيعي أو قصور، أو إغلاق غير تام.

وتختلف أعراض أمراض القلب الناجمة عن ضرر في صمامات القلب تبعاً لصمام القلب المتأذّي وتشمل: التعب، ضيق النفس، اضطراب نَظم القلب أو سماع نفْخات قلبيّة، التورّم في كفّي القدمين أو في الكاحلين، الألم في الصدر والإغماء.

ما هي أسباب أمراض القلب؟

- عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب التي تؤدي إلى أمراض القلب تشمل: التدخين، سوء التغذية، فَرط ضغط الدم، فّرط الكولسترول في الدم، مرض السكري، السمنة الزائدة، قلة النشاط الجسدي، التوتر المستمر وسوء النظافة الصحية.

كما أن تصلب الشرايين وهو النوع الأكثر انتشارًا من هذا الاضطراب، وهو العامل الأكثر شيوعًا لظهور مخاطر وأسباب أمراض القلب الوعائية. أما العوامل المسببة لهذا الاضطراب فهي: نظام غذائي غير صحي، وقلة النشاط البدني، والسمنة، والتدخين.

أما المسببات الشائعة لاضطراب النظم أو للأمراض التي قد تؤدي إلى اضطراب النظم، تشمل: عيوب خلقية في القلب، مرض في الشريان التاجي، ارتفاع ضغط الدم، السكري، التدخين، الإفراط في تناول الكافيين، إدمان المخدرات، والتوتر.

ما هي أبرز أسباب العيوب والتشوهات القلبيّة؟

- العيوب والتشوهات القلبية تنشأ وتتطور عادةً حين يكون الجنين في الرحم، فبعد نحو شهر من بدء الحمل يبدأ قلب الجنين بالنمو وعند هذه النقطة يمكن أن تبدأ تشوهات القلب بالنشوء والتشكل.

ولا يعرف الباحثون على وجه اليقين، السبب الذي يؤدي إلى نشوء العيوب الخلقية، لكنهم يعتقدون بأن بعض الأمراض، وبعض الأدوية والعوامل الوراثية تلعب دورًا في ذلك.

وهناك عدد من العوامل الأكثر شيوعا مسببة لالتهابات القلب تشمل: البكتيريا، الفيروسات، الطفيليات، وأدوية قد تثير ردة فعل تحسسية أو سامّة وبعض الأمراض الأخرى.

أما أسباب أمراض القلب الصِمامِيّة، فهنالك عوامل كثيرة تزيد مخاطر أمراض القلب في الصمامات، حيث إن أمراض القلب في صمام القلب يمكن أن تكون خِلقية ولادية، أو قد تكون ناجمة عن بعض الأمراض، مثل: حمّى الروماتيزم، التهاب الشغاف، أمراض في الأنسجة الضامّة، إلى جانب بعض الأدوية والعلاجات الإشعاعية للسرطان.

ما هي مضاعفات أمراض القلب؟

- أكثر مضاعفات أعراض أمراض القلب شيوعاً هو فشل القلب الاحتقاني، أما المضاعفات الأخرى التي تصاحب أمراض القلب فتشمل: النوبة القلبية، السكتة الدماغية، أم الدمّ «Aneurysm» وهي حالة تمدد موضعي لجدران الأوعية الدموية، أمراض الشرايين المحيطيــــــــة، والسكتة القلبية المفاجئة.

كيف يمكن تشخيص أمراض القلب؟

- الفحوص اللازمة لتشخيص أمراض القلب تتعلق بنوع المرض الذي يشك الطبيب بوجوده.

وفي جميع الحالات، من المرجح أن يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني ويطرح أسئلة حول التاريخ الطبي للمريض وأسرته قبل أن يقرر إجراء أي اختبار آخر.

وتشمل الفحوص لتشخيص أمراض القلب: فحوص دم، إجراء مخطط كهربيّة القلب، رصد ومراقبة القلب بجهاز هولتر، تخطيط، صدى القلب، قسطرة القلب، خزعة القلب، التصوير المقطعي المحوسَب، والتصوير بالرنين المغناطيسي.

وإذا كانت نتائج مخطَّط صدى القلب غير واضحة، فقد يوصي الطبيب بإجراء فحص التصوير بالموجات فوق الصوتية من خلال المريء، لإجراء هذا الفحص يبتلع المريض أنبوباً مرناً يحتوي على محول صغير بحجم إصبع السبابة تقريباً يصل حتى الحلق، ويقوم المحول بنقل صور من القلب إلى شاشة الحاسوب.

إذن كيف يمكن الوقاية من أمراض القلب؟

- الحفاظ على مستويات طبيعية من ضغط الدم والكولسترول والسكري، الإقلاع عن التدخين، الحرص على ممارسة النشاط البدني نصف ساعة يوميا (رياضة المشي)، الحرص على نظام غذائي صحي، الحفاظ على وزن صحي، وخفض مستوى التوتر والسيطرة عليه.