تَسابَق كل من في البحرين خلال الأيام الماضية إلى تشييع جثامين جنود البحرين الأبطال، شهداء الواجب الوطني المقدَّس، وإلى الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة وأن يسكنهم الله فسيح جناته، وأن يلهم أهلهم وذويهم ومحبيهم الصبر والسلوان، فهم الذين قدّموا أرواحهم فداءً للواجب الوطني المقدَّس نتيجة الهجوم العدائي الحوثي الغادر الذي جرى صباح الاثنين الماضي، خلال أدائهم لواجبهم الوطني المقدَّس ضمن قوات التحالف «تحالف دعم الشرعية في اليمن» المشارِكة في عمليات إعادة الأمل والمرابِطة على الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية الشقيقة للدفاع عن حدودها.
إنّ ما هو مؤكَّد أن البحرين لن يثنيها أيّ فعل غادر عن تقديم خيرة أبنائها وأبطالها من أجل الدفاع عن الحق والشرعية، لأن هؤلاء الرجال الأبطال، رجال قوة دفاع البحرين، نذروا أنفسهم من أجل نُصرة الحق وتقديم الغالي والنفيس، في أنموذج مثالي ووطني للشجاعة والتفاني والتضحية والفداء، فهم بالفعل «رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه».
إن ما يجب التوقف عنده بعد هذا العمل العدائي والإجرامي الحوثي ما دعت إليه البحرين من ضرورة القبض على المنفذين وتسليمهم للمملكة أو للتحالف العربي ليأخذ القانون مجراه بحقهم، وهذا مَطلَب عادل وفق القوانين والتشريعات الدولية والأممية، لاسيما وأن «شهداء الواجب الوطني استشهدوا خلال عمل عدائي غادر بقيام الحوثيين بإرسال طائرات مسيّرة هجومية على مواقع قوة الواجب البحرينية المرابِطة بالحد الجنوبي على أرض المملكة العربية السعودية الشقيقة، رغم وجود توقّف للعمليات العسكرية بين أطراف الحرب في اليمن»، بحسب ما ذكر وزير شؤون الدفاع الفريق الركن عبدالله بن حسن النعيمي.
وإذا كانت دول العالم قد تسابقت إلى إدانة هذا العمل الإجرامي الغادر وتعزية البحرين في مصابها الجَلل، فإن ما يجب التوقُّف عنده أيضاً بيان الدول الأعضاء في مجلس الأمن الذين اعتبروا أن «هذا الهجوم يشكّل تهديداً خطيراً لعملية السلام والاستقرار الإقليمي، بما في ذلك في اليمن»، حيث دعوا «الحوثيين إلى إنهاء الهجمات الإرهابية»، مجدّدين «التعبير عن القلق بشأن استهداف البنية التحتية المدنية في مُدن الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية».
من هذا المنطلق فإن المجتمع الدولي يتحمّل مسؤوليته إزاء ما تقوم به ميليشيات الحوثيين في اليمن من تهديد للأمن والسّلم وسعيهم الحثيث إلى تنفيذ أجندات مشبوهة هدفها الاستيلاء على السُّلطة في اليمن والإطاحة بالحكومة الشرعية بالإضافة إلى تنفيذ مآرب دول بعينها من أجل التدخل في شؤون العرب وتأجيج التوتر في المنطقة، وهذا ما كشفه الهجوم العدائي الغادر على قوة الواجب البحرينية مؤخراً.