بعد مرور نحو 4 أسابيع على كارثة الفياضانات التي ضربت درنة في الشرق الليبي مخلفة آلاف القتلى والمفقودين الذين لا يزال البحث عنهم جاريا، يعيش سكان تلك المدينة المنكوبة أسوأ أيامهم.

فقد أكد مجد الدين الحلفي، رئيس الفريق الطبي التابع للجنة الإنقاذ الدولية في ليبيا أن الناس فقدوا كل شيء وما زالوا في حالة صدمة.

اضطرابات نفسية شديدة.

كما أردف أن العديد من أهل درنة يعانون اضطرابات نفسية شديدة.

وقال: "لقد سمعت قصصًا لا تعد ولا تحصى خلال الأسبوع الماضي توضح التأثير النفسي لهذه الحالة الطارئة على جميع الخلفيات والأعمار."

إلى ذلك، شدد على أن "الصدمة العاطفية التي سببتها هذه الكارثة عميقة، ولذلك هناك حاجة إلى استثمار كبير في خدمات الصحة العقلية من قبل المجتمع الدولي."

بدورها شددت هلا خضري، رئيسة فريق الطوارئ الصحية، المكتب القُطري لمنظمة الصحة العالمية في تصريحات اليوم الأربعاء، على أن هناك حاجة كبيرة لدعم الصحة النفسية لأهل درنة.

على الرغم من أنها أكدت في الوقت عينه على أهمية استعادة الرعاية الصحية الأولية، تمامًا كما هو الحال بالنسبة لاستعادة برامج التطعيم وتوفير الأدوية للمصابين بالأمراض المزمنة.

إلى ذلك، كشفت أن 101 عامل صحي فقدوا حياتهم أثناء الفيضانات منهم 25 طبيبًا متخصصًا، معتبرة أن هذا سيكون له أثر بعيد المدى على النظام الصحي.

وكانت أسوأ كارثة ضربت تلك المدينة الليبية في العاشر من سبتمبر الماضي، جراء الفيضانات الناجمة عن إعصار دانيال.

كما فاقم انهيار سدين في الميدنة من حجم الكارثة والسيول، التي دخلت المنزل والبنايات جارفة أسراً بأكملها، وملقية بالمئات في البحر.

ما فاقم حجم الغضب بين الأهالي والنازحين الذين حملوا السلطات في البلاد المسؤولية عن إهمال صيانة السدين.

بينما تعهدت النيابة العامة بمساءلة المتورطين ومحاكمتهم، رغم تأكيدها أن التحقيقات ستستغرق وقتاً.