بمناسبة يوم المعلم العالمي؛ كرم سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين، طه عبدالقادر، عدد من المعلمين الفلسطينيين والبحرينيين الأوائل، وذلك خلال احتفالية حاشدة أقيمت في مقر السفارة في العاصمة البحرينية المنامة.
وخلال الحفل تقدم السفير عبدالقادر بأسمى آيات التهاني والتبريكات لكل معلمي العالم بشكل عام، والمعلم الفلسطيني والبحريني بشكل خاص، بمناسبة يومهم العالمي الذي أصبح يوماً عالمياً بتوصيةٍ مشتركة من اليونسكو ومنظمة العمل الدولية منذ عام 1994، تقديراً للدور الهام والأساسي الذي يقدمونه المعلمين في تنمية الطلاب والمجتمع من خلال مهنة التعليم السامية.
وقال: "إنه لشرف عظيم أن أقف بين هذه النخبة الملهمة من معلمينا الفلسطينيين والبحرينيين المتقاعدين الذين أفنوا حياتهم في سبيل خدمة العملية التربوية والتعليمية ومسيرة بناء الوطن وتطويره، وتربية وتنشئة الأجيال وتسليحهم بالعلم والمعرفة وتعزيز قدرتهم على النجاح والتميز".
ونقل السفير الفلسطيني للحضور تحيات واعتزاز الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مؤكداً أن المعلمين هم كنز ومرجعية تربوية كبيرة وهامة، فأنتم خير سفراء لفلسطين هنا في البحرين ومثلتم شعبكم وقيادتكم أفضل تمثيل منذ قدومكم إلى مملكة البحرين الشقيقة في خمسينات القرن الماضي، من خلال دوركم البارز والهام جنباً إلى جنب مع زملاؤكم وأخواكم المعلمين البحرينيين بالارتقاء بالعملية التربوية والتعليمية ونشر العلم والمعرفة وبناء القيم والمُثل وصناعة العقول التي أدت إلى مزيد من التقدم والازدهار، في ظل التوجيهات والرؤى السامية لحكام المملكة منذ المؤسس الأول الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة، والرعاية الموصولة للمسيرة التعليمية والتنموية المباركة من قبل حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، وولي عهده رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، والتي ساهمت بتحقيق مزيد من الانجازات التربوية للبحرين وأبرزها التقارير الدولية المتخصصة التي صنفت البحرين من بين الدول ذات الأداء العالي في تحقيق أهداف التعليم للجميع. حيث شهدت البحرين الشقيقة تطوراً وتقدماً علمياً كبيراً حيث تتبوأ حالياً مكانةً علميةً مرموقةً في مصاف دول العالم المتقدمة، واصبحت قبلةً لكثير من الطلاب العرب والأجانب الذين أتوا لينهلوا من العلم والخبرة الدراسية من جامعاتها ذات المستوى العلمي المميز والمعترف بها من معظم دول العالم.
وقال: أنتم صانعي الأجيال لكم الفضل الأعظم في تقدم الأمم وتطورها، فبكم وبمهنتكم التعليمية السامية تزهو وتزدهر الأمم، وتكريمكم اليوم هو أقل شيء يمكن أن نقدمه لكم ولعطائكم اللامحدود.
وتوجه السفير الفلسطيني بالشكر والتقدير لمملكة البحرين، ملكاً وحكومةً وشعباً، على الدعم الدائم والثابت لقضيتنا الوطنية ولشعبنا الفلسطيني، وعلى احتضانها للجالية الفلسطينية وحسن المعاملة والضيافة. مشيداً بالجامعات البحرينية التي قبلت أكثر من 800 طالباً فلسطينياً من المقيمين في المملكة العربية السعودية غالبيتهم قبلوا في جامعة البحرين، معظمهم تخرج ومنهم ما يزال على مقاعد الدراسة ينهلون من التجربة الدراسية الفريدة والمتميزة التي تقدمها جامعات البحرين، كما شكر وزارة التربية والتعليم البحرينية التي تحتضن المدرسين الفلسطينيين في سلك التعليم، وكذلك أبناء الفلسطينيين المقيمين في مدراس البحرين.
وفي كلمة المعلمين المكرمين؛ قال الاستاذ خميس حافظ الشيخ علي: يسعدني ويشرفني أن أقف أمامكم اليوم في هذا التكريم الذي تقيمه سفارة دولة فلسطين للرعيل الأول من المعلمين الذين شاركوا أقرانهم من الوطن العربي ومن أبناء البحرين في بناء هذا الصرح الثقافي والتربوي والعلمي الذي تميز بالريادة والسبق، حيث كانت أول بعثة تعليمة تولت توطئة هذا الدرب من فلسطين الحبيبة وتبعتها البعثة المصرية، حيث رسخت المهنية والحاضنة الداعمة والبيئة المساندة لإعداد الجيل الواعد الجميل.
وأضاف: لقد قدر شعب البحرين قيمة المعلم من القاعدة إلى القمة، فقد قابل بها المعلم الترحاب والاحترام والتقدير بمقابلة ذلك بالجهد وعدم التقصير، فلم يقتصر دور المعلم التربوي والتعليمي التعلمي على الفصول الدراسية، بل امتد إلى قاعات المحاضرات الثقافية الأسبوعية والشهرية والفصلية التي كانت تنظمها وزارة التربية والتعليم لتنال كل مدينة وقرية حظها من الفعاليات التربوية والعلمية والفكرية.
وأكد الاستاذ الشيخ علي أن صاحب السمو المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عيسى بن سلمان كان يحرص على دعوة المعلمين لتناول طعام الإفطار في رمضان فيرسل الحافلة لمنطقة البسيتين لتوصيل المعلمين إلى قصر الرفاع العامر لتناول طعام الإفطار مع سموه رحمه الله، فبذل المعلم مهجته للبلاد وأهلها كما أحب أهل البحرين المعلم لقربه الوجداني، وثراءه الأخلاقي والمعرفي فبادلكم المعلم حباً بحب وكرماً بجود، ليساهم في اكتمال حلقة المعرفة والتنمية البشرية في السلوك والأخلاق والتسامح والتكامل والتعاون، إضافة لمشاركته في مختلف وسائل الإعلام كالإذاعة والتلفزيون والصحف اليومية والدوريات الشهرية.
وأوضح الشيخ علي أن ما يميز المعلم الفلسطيني التفاعل الاجتماعي الذي نقل من خلاله ثقافته وتراثه، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل ارتقى هذا التفاعل إلى المصاهرة مع أهل البحرين.
وفي حتام كلمته تقدم الشيخ علي بالشكر والامتنان للسفير الفلسطيني واللجنة المنظمة للحفل والحضور الكريم وكافة العاملين بالسفارة.
بدورها أكدت الناشطة الاجتماعية البحرينية، الأستاذة بدرية عيد "أم صقر" ان البحرين لا تنسى أبدا فضل المعلمين والمعلمات الفلسطينيين الذين قاموا بتدريسنا في الستينات حيث كانت معظم مدرساتنا في البحرين فلسطينيات، تعلمنا على ايديهن الكثير من العلوم، وبعد تخرجي في السبعينيات بعد تعيني مدرسة في سلك التدريس عملت معهن وتعلمنا على ايديهن، وعملت معهن، فكل التحية لشعب فلسطين وللسفير الفلسطيني الفاضل الذي يعتبر السفير الوحيد الذي نجده معنا حاضراً في البحرين في جميع الفعاليات والانشطة ومجالس البحرين التي تسجل له حضوراً واضحاً مما جعلنا نشعر أنه مثلما هو ابن فلسطين هو ايضا ابن البحرين، ونتبادل معه الاحترام والتقدير.
كما تخلل الحفل قصيدة شعرية بمناسبة يوم المعلم العالمي القاها الاستاذ عبدالحكيم أبو حجير، فيما قامت الفنانة التشكيلية نسرين سمور بإهداء السفير لوحة فنية بريشتها تجسد الزيتون والمسجد الاقصى والأم الفلسطينية، وذلك تقديراً لمبادرته في تكريم المعلمين ولجهوده في تعزيز العلاقات الفلسطينية البحرينية.
وفي نهاية الحفل قام السفير بتوزيع شهادات الوفاء والتقدير ودروع التكريم على المعلمين والمعلمات من فلسطين والبحرين وسط فرحة عارمة لهذا التكريم الذي يعتبر الأول من نوعه على الصعيد الفلسطيني البحريني في المملكة.