منذ أكثر من تسعة وعشرين عاماً حدد العالم حقوق المعلم ومسؤولية المجتمعات نحوه واعتمد يوم 5 أكتوبر من كل عام يوماً للمعلم وبتوصية من اليونسكو، فهو يوم تقدير وإقرار للدور الذي يبذله المعلمون في تربية وإعداد النشء، وليس مجرد احتفالية بقدر ما أنه اعتراف صريح من المجتمعات بأهمية تلك المهنة السامية التي رسمت ومازالت ترسم مستقبل الأمم وحضارات الشعوب، ووضعت ببصماتها ملامح القادة والعظماء والمفكرين والنوابغ فهم الوعاء الذي ارتاده كل هؤلاء وغيرهم، لذا وجب علينا أن نقف احتراماً لمهنة راقية حاربت الجهل وقضت على الأمية واستطاعت أن تصل أواصر العلم والمعرفة بين ربوع العالم.

وينبغي أن نعلم أبناءنا أن قيمة العلم تكمن أولاً في احترام وتقدير المعلم، ليدركوا أن مهما حصلوا من معارف وعلوم وبلغوا درجات علمية ووظيفية فلا قيمة لها دون أن ننسب الفضل لأهله، وهذا ما نراه في مجتمعنا حيث اختصت مملكة البحرين هذه المناسبة بالمزيد من الاهتمام والتقدير، لنجد مظاهر الاحتفال في العديد من المؤسسات البحرينية وليس فقط داخل أروقة المدارس والمعاهد والجامعات فهناك اللقاءات والندوات والحفلات التي تستهدف الإشادة بدور المعلم في مختلف مؤسسات المجتمع، نعم هي احتفالية ولكنها تحمل في مضامينها الكثير من القيم لمجتمع يعي قيمة العلم ويقدر العلماء، وما يقوم به المعلمون من بناء أركان هذا الوطن، فحين يرى الطالب هذا التقدير المجتمعي لمعلمه يدرك قيمة المعلم ودوره في التنمية والإصلاح ونشر الثقافة والفنون، ويعرف المعنى الحقيقي للاحترام.

فنحن بذلك نُعدّ أجيالاً ونبي قيماً واتجاهات صالحة في نفوس هؤلاء الطلاب حول أهمية العلم المتمثل فيمن يقدمه، دعونا نجعل الأبناء يتلمسون هذه الأدوار التي عملت وعلمت ووجهت وربت، والتي قامت بدور الآباء والأمهات مقتطعين من وقتهم وجهدهم آملين التفوق لطلابهم، مطبقين شعاراً ارتضاه كافة معلمي المملكة -ابنك ابننا- نعم قولاً وعملاً طبتم وطابت كل مساعيكم، معلمينا الأجلاء.