تشعرك دوماً بالراحة كلمات جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، بل هي تخلق لدى المخلصين لهذه الأرض الغالية تلك «الثقة المطلقة» بأن البحرين دائماً في حفظ الله وفي أيادٍ أمينة، هي يد والد الجميع وقائدهم، وأيدي أبنائه الذين يعاضدونه في مشروعه الإصلاحي ويسيرون على نهجه.

الغالي على قلوبنا «بوسلمان» افتتح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي السادس للمجلس الوطني، مخاطباً أبناءه البحرينيين بكلمات تمثل لهم دوماً «خارطة طريق» و«اتجاهات للعمل» و«طموحات للتنمية والتقدم والازدهار»، هذا الازدهار والنماء الذي لا يقوم إلا على نوايا مخلصة من أبناء الوطن، وجهود مبذولة لا تعرف الكلل، هدفها الأول والأخير تحقيق الأفضل للبحرين وشعبها.

ولذلك فإن والد الجميع حينما يخاطب أبناءه تجده يزرع فيهم بذور التحفيز والاجتهاد، فهو أول من يقدر جهودهم وعطاءهم، وهو الذاكر لهم بإنجازاتهم ومناقبهم وتضحياتهم، فقد قال بصريح العبارة: «نتوجه بكثير من الامتنان لكل جهد وطني مخلص في ساحات العمل وميادين الإنتاج». هذا الجهد الذي هو واجبنا تجاه بلدنا الغالي، لكن رغم ذلك فها هو الرمز الأول، ملكنا القائد يعرب عن «امتنانه وتقديره»، في درس قيادي رفيع المستوى، لا يصدر إلا عن رموز النهضة والتطوير والاستثمار في الأبناء. فهنيئاً لكل بحريني مخلص ومجتهد في عمله، إذ تقديرك يأتي من ملك البلاد بنفسه، وعليه تذكر دائماً أن «الامتنان» على رأسه الملك حمد بن عيسى حفظه الله.

في كلمته السامية، خص جلالته بالامتنان والتقدير رجال أمننا البواسل أيضاً، هؤلاء الأبطال الذين يحملون على عاتقهم حماية هذا الوطن وتلبية نداء الواجب، ولا يبالون بالمخاطر ويطلبون الشهادة في سبيل الله. في تذكير لنا جميعاً بذكرى شهدائنا الخالدة في ذاكرة هذا الوطن وقلوب أهله.

وفي شأن الدفاع عن قضايانا الإسلامية والعربية الثابتة، أكد جلالة الملك المعظم حفظه الله على موقف بلادنا الثابت من القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته، وأن ينعم بالسلام والعدالة، وأن هذا موقف ثابت لا حياد عنه. ووصية القائد لأبنائه ثابتة ودائمة بأن يعملوا على إعلاء اسم البحرين، وأن تظل بلادنا مرفوعة الرأس وعالية القامة، وذلك عبر التصدي لكل ما من شأنه استهداف أمننا واستقرارنا ووحدة الشعب، خاصة وأن التحديات التي تواجهنا من كل صوب تتطلب وقفات وطنية وصلابة من أبناء الوطن دفاعاً عنه، ورداً على كل من يستهدفه. وهنا ثق يا جلالة الملك المعظم بأن أبناءك رجال عاهدوا الله على صون دينه وحماية بلادهم، والأيام والشواهد أثبتت جسارتهم، فهم دوماً وأبداً الحصن الحصين الذي يحفظ البحرين.

أما المعنيون بالمناسبة، أي السادة النواب وأعضاء مجلس الشورى، فإن كلام جلالته دائماً نبراس لعملكم الوطني، هذا العمل الذي يجب أن يخدم البحرين وأهلها، وأن يقدم مصلحتهم على كل شيء، وعليه فإن دور انعقاد جديد يبدأ، وأنظار الناس تعود للتركيز عليكم وعلى أدائكم، بالتالي حققوا للناس مطالبهم، واصنعوا الرضا لدى البحريني في رزقه ومعيشته من خلال حراك وطني هدفه تحقيق المكاسب بالتعاون مع السلطة التنفيذية.

صفحة جديدة تبدأ في مسيرة العمل الوطني، يدشنها الملك الغالي برسم خارطة طريق متجددة، نتطلع لأن يبني الجميع عليها عملهم لأجل تحقيق غد أجمل وأفضل فيه مكاسب أكثر للوطن وشعبه الذي يستحق الكثير.

حفظكم الله والدنا الغالي، وسدد على طريق الخير خطاكم.