يتلقى الأطفال مفاهيم التغذية الصحيّة في جميع المراحل المدرسية. لكنّ أونا هانسون، المرشدة العائلية لدى برنامج Equip لعلاج اضطرابات الأكل، تجد أنّ هذه الدروس قد تسفر عن نتائج عكسية في نهاية المطاف.
وأنّ ذلك قد يضرّ بعادات الطعام لدى الأطفال ورفاههم العام.
ويمكن أن تكون دروس التغذية ضارة لأنها تنقل من دون قصد رسائل عينها التي تنقلها اضطرابات الأكل، مثل الامتناع عن بعض الأطعمة، والحدّ من السعرات الحرارية، والخوف من زيادة الوزن.
وبحسب زوي بيسبنغ، أخصائية علاج اضطرابات الأكل في مدينة نيويورك، لا يدرك معظم المدرّسين بأنّ منهاج التغذية التعليمي يمكن أن يكون بمثابة "قيادة رحلة استكشافية إلى حقل ألغام".
وأوضحت نيكول كروز، أخصائية التغذية المسجّلة في "أغورا هيلز"، كاليفورنيا: "الدروس ذات النية الحسنة تؤدي إلى تفكير أبيض وأسود، ما يؤدي إلى اختلال سلوكيات التغذية".
وأوضحت كروز بأنه رغم أنّ تدريس مادة التغذية قد يبدو واضحًا ومباشرًا، إلّا أن "التغذية في الواقع معقدة للغاية، والأطفال يتمتعون بتفكير محسوس".
وأضافت: "عندما نعطي الأطفال الكثير من المعلومات الغذائية، فإن ذلك يجعل قدرتهم على الاستماع إلى أجسادهم وإشاراتهم الداخلية أكثر صعوبة".
ويمكن أن تكون دروس التغذية غير الصحيّة صعبة الفهم بشكل خاص على الأطفال.
وقد يخشى الأطفال من تناول الكثير من الأطعمة غير الصحيّة، مستنتجين أنه لا ينبغي تناولها أبدًا.
وقالت كروز إن محاولة إرضاء المدرّس يمكن أن يقودهم إلى "الاستغناء عن المزيد والمزيد من الأطعمة، أو تناول تلك الأطعمة ثم الشعور بالذنب".
ويعد المنهح التعليمي الخاص بالتغذية للمراهقين أمرًا محفوفًا بالمخاطر بشكل خاص.
وأضافت كروز: "تظهر الأبحاث أن معظم أطفالنا يشعرون بعدم الرضا عن أجسادهم".
وأوضحت أن اتباع إرشادات "الأكل الصحي" النموذجية لمحاولة إنقاص الوزن يمكن أن يعني "فقدان التغذية التي تشتد الحاجة إليها في وقت يحتاج فيه المراهقون بشدة إلى السعرات الحرارية والمواد المغذية للنمو والتطور".
وأوضحت أن اتباع الإرشادات النموذجية لـ "الأكل الصحي" بغية محاولة إنقاص الوزن يمكن أن تعني فقدان المواد المغذّية والمطوّرة التي يحتاجها المراهقون بشدة.
وقال كريستوفر بيبر، مثقّف صحي في سان فرانسيسكو: "يجب السعي لتعليم الطلاب بطريقة محايدة قدر الإمكان، من دون تصنيف أطعمة معينة على أنها جيدة أو سيئة".
ويمكن للمدرسين إفساح المجال للمناقشات حول تجربة تناول الطعام بدلاً من تحويل كل خيار غذائي إلى قرار صحي عالي المخاطر.
وقال: "التوجه نحو الدروس التي تؤكد على متعة تناول الطعام، ومتعة مشاركة الطعام مع الآخرين، وتعلم كيفية إعداد الطعام كوسيلة للتواصل مع الآخرين"، تمثّل أهداف تستحق اهتمام المعلمين.
وأضاف بيبر: "الدروس في الفصول الدراسية تشكل أحد الأماكن التي يحصل فيها الشباب على المعلومات، لكن للأهل تأثير كبير على فهم أطفالهم للطعام والتغذية".
ومن الضروري إجراء محادثات مع أطفالك حول ما يتعلمونه في المدرسة، لأنها يمكن أن تكون فرصة مثالية لاستكشاف كيفية ارتباطهم بالطعام والأسئلة التي قد تكون لديهم.
وينصح بيبر بأن "رؤية نفسك كشريك مع مدرّس طفلك" تعتبر أفضل طريقة للتواصل وإيجاد طريق للمضي قدمًا.