عواصم - (وكالات): ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 90 شخصاً قتلوا في سوريا بينهم 68 لقوا حتفهم في قصف على حماة، فيما يواصل المراقبون الدوليون مهمتهم وسط استمرار خروقات وقف إطلاق النار، في وقت طالب الموفد الدولي الخاص كوفي عنان بنشر سريع لـ300 مراقب من أجل تفعيل مهمة البعثة الدولية المكلفة التحقق من وقف أعمال العنف في البلاد تمهيداً لبدء عملية سياسية، بينما اعتبرت فرنسا أن خطة مبعوث الأمم والجامعة العربية كوفي عنان تواجه “خطراً كبيراً” في سوريا، وشددت على الانتقال إلى مرحلة أخرى تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة للقيام بخطوة جديدة في وقف هذه المأساة”. وأفاد المسؤول في الفريق الدولي المكلف مراقبة وقف إطلاق النار في سوريا نيراج سينغ أن مراقبين اثنين استقرا في حماة التي شهدت عملية عسكرية عنيفة للقوات النظامية أسفرت عن مقتل 31 مدنياً. ورغم وجود هذين المراقبين، قتل 68 شخصاً وأصيب العشرات في قصف للقوات السورية النظامية على حي مشاع الطيران بمدينة حماة، بحسب ما أفاد المرصد السوري. وقال عضو المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في حماة أبوغازي الحموي إن القوات النظامية قصفت “الحي الشعبي” “ما أسفر عن تهدم عدد من المباني”. وقتل العشرات في حماة الإثنين الماضي بإطلاق نار من رشاشات خفيفة وثقيلة من جانب القوات النظامية، غداة زيارة قام بها وفد المراقبين إلى المدينة، واتهمت الرابطة السورية لحقوق الإنسان السلطات السورية بتنفيذ “إعدام ميداني” بحق 9 ناشطين كانوا التقوا المراقبين. وأعربت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن استيائها إزاء “هذا النوع من التصرفات والمضايقات وأعمال العنف في حق سوريين لهم كل الحق بلقاء المراقبين والتحدث إليهم. لهذا السبب، أرسلوا بالتحديد”. وقال المبعوث الدولي كوفي عنان إنه يشعر “بقلق خاص” حيال تقارير تشير إلى أن القوات الحكومية دخلت مدينة حماة بعد زيارة للمراقبين وقتلت عدداً “كبيراً” من الناس. وأضاف “إذا تأكد ذلك فهو أمر غير مقبول ومدان”. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان تحدث في وقت سابق عن مقتل 21 شخصاً في أعمال عنف في مناطق عدة من سوريا شملت دوما وريف إدلب ودير الزور وريف حمص ودرعا. واعتبر عنان أن “الانتشار السريع لبعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في سوريا أمر مصيري” حتى وإن “كان أي حل لا يخلو من المخاطر”. وأضاف أمام أعضاء مجلس الأمن “نحن في حاجة إلى أن تكون لدينا عيون وآذان على الأرض قادرة على التحرك بحرية وسريعاً”. وأوضح عنان أنه تلقى في 21 أبريل الجاري رسالة من السلطات السورية أعلنت فيها أنها سحبت كل قواتها وكل أسلحتها الثقيلة من المدن السورية ولكنه طلب إيضاحات من دمشق حول هذا الانسحاب. ويؤكد ناشطون على الأرض أن سحب الآليات لم يتم، فيما يشهد وقف إطلاق النار الذي بدأ تطبيقه في 12 أبريل خروقات يومية أوقعت أكثر من 300 قتيل. وبحسب سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس، فإن رئيس قسم عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة هيرفيه لادسو أبلغ مجلس الأمن أن 100 مراقب سيتوجهون إلى سوريا، خلال شهر بينهم 30 قبل نهاية أبريل الجاري. وبحسب خبراء في الأمم المتحدة، فإن النشر التام للبعثة مع تجهيزاتها خصوصاً الآليات المدرعة سوف يتطلب عدة أشهر. سياسياً، أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن بلاده تعتبر أن خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان في “خطر كبير” وتريد نشر مراقبين تابعين للأمم المتحدة “خلال 15 يوماً وليس 3 أشهر”. وأضاف أن التقرير المقبل الذي سيقدمه عنان في 5 مايو المقبل إلى مجلس الأمن سيشكل “لحظة حقيقة” لأنه إذا كانت مهمة الأمم المتحدة “لا تعمل، لا نستطيع الاستمرار في السماح للنظام بتحدينا”. وقال “لذلك من الضروري في هذه اللحظة الانتقال إلى مرحلة أخرى بدأنا في طرحها مع شركائنا، تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة للقيام بخطوة جديدة في وقف هذه المأساة”. وأكد جوبيه إثر اتصاله بعنان هاتفياً ليطلب منه نشراً سريعاً جداً للمراقبين أن “نظام دمشق لا يحترم تعهداته. القمع مستمر والمراقبون لا يتمكنون من العمل في الميدان ولا يمكن أن يستمر هذا الوضع إلى ما لا نهاية”. وكان رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون أعرب عن أمله في أن يفتح وزراء الخارجية العرب الذين يعقدون اجتماعاً اليوم في القاهرة الباب لقرار يتخذه مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع الملزم من ميثاق الأمم المتحدة لإرغام النظام السوري على وقف العنف. من جهته، طالب الهلال الأحمر السوري “الأطراف المعنية” بحماية طواقمه خلال تقديمها المساعدة إلى المحتاجين في سوريا، وذلك بعد مقتل أحد متطوعيه الثلاثاء في إطلاق نار في مدينة دوما في ريف دمشق. من جهة أخرى، ذكر دبلوماسيون أن الجنرال النرويجي روبرت مود سيعين رئيساً لبعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سوريا. وفي سياق آخر، أكد مقربون من عائلة المسؤول في حركة فتح الإسلام المتطرفة عبدالغني جوهر الملاحق من السلطات اللبنانية مقتله في سوريا حيث كان يقاتل ضد قوات النظام السوري.