أ. ذكريات سند
ما هو أول انطباع راودك عندما قرأت هذا العنوان؟!
ما هي أول عبارة رددتها في ذهنك؟!
هل قلت يا ليت أو ربما تمنيت أن تكون مهنتك مهنة أخرى غير المعلم؟!
لكل معلم يشعر بالإحباط أو بعدم التقدير أو حتى بالأسى على نفسه لكونه لم يتخذ مهنة أخرى!
نقول لك:
هل تعرف أنك مميز بميزة لا يحظى بها أغلب المهن؟
فمقامك بمنزلة الوالدين تأتي لأنك مربي الأجيال.
هل تعرف أن لك سحراً هو سحر الكلمات!
هل تعرف أنك تستطيع أن تكون نموذجاً للأخلاق الفاضلة فيقتدي بك كل من يصحبك!
أنت عظيم في عيون طلبتك، أنت فريد في قلوب تلاميذك.
يكفي أن تجبر قلب طفل مكسور فقد والديه أو أحدهما.
يكفي أن تشجع طفلاً فقد ثقته بنفسه وتجعله معتداً بذاته.
يكفي أن تحفز طفلاً سقط وفشل مرات وتنقله إلى سلم النجاح.
عزيزي المعلم، إن دورك لا ينحصر في التعليم، بل أنت الإنسان المعلم، ألا يكفيك فخراً أن تكون صاحب هذا اللقب «الإنسان المربي المعلم» الذي يسطّر القيم الإنسانية ويرسمها في لوحة فنية، ثمَّ يزينها في تعامله اليومي مع طلبته، فيتعلم منك الأطفال الصدق، والإخلاص، والإتقان، والتعاون، والمحبة، وكل شيء جميل.
إنَّ دورك ومقامك أيها المعلم ليس محدداً بهذا الإطار الواقعي المكاني ولا بعطائك الآني فقط، بل هو ممتد وسيظل كنور ممتدٍ عبر سلسلة من الأجيال ينتفع به الآخرون، وخاصة إذا كانت مسيرتك خالدة بالمحبة لطلبتك من غير شروط، ونيتك مجتهدة لتقديم أفضل العطاءات لخدمتهم وتقديمها لهم.
كل عام وكل المعلمين والمعلمات بخير وسلام وعافية.