العربية.نت، وكالات
وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في الكلمة الافتتاحية إن الإنسانية في اختبار أمام ما يحدث في غزة، وأضاف بالقول: "ندين بوضوح استهداف المدنيين المسالمين"، مشدداً على أن "تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث وخاصة على حساب مصر"، مطالبا بوضع "خارطة طريق تنهي المأساة الإنسانية بغزة وإحياء مسار السلام.. وخارطة الطريق يجب أن تبدأ بوقف إطلاق النار وصولا لإقامة دولة فلسطينية".
وقال في مجمل حديثه: "نتابع بدهشة الصمت العالمي تجاه ممارسات العقاب الجماعي في غزة.. ندعو إلى توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني والمدنيين الأبرياء في غزة"، مضيفاً أن مصر انخرطت في جهود مضنية لتنسيق المساعدات الإنسانية للمحاصرين في غزة. وشدد على أن القصف الإسرائيلي المستمر للجانب الفلسطيني من معبر رفح أعاق المساعدات، وبجب ضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل مستدام وآمن.
وأضاف أن تهجير الفلسطينيين يعني إنهاء وتصفية القضية الفلسطينية، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني يرفض ترك أرضه حتى لو كان تحت الاحتلال. وأضاف بالقول: "حل القضية الفلسطينية الوحيد هو حصول الفلسطينيين على حقهم في تقرير مصيرهم.. ويجب إحياء الأفق السياسي لتنفيذ حل الدولتين وفقا لمقررات الشرعية الدولية".
من جهته، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن بلاده تواجه عدوانا إسرائيليا موجها ضد المدنيين في غزة، ونحذر من تداعيات سياسة تهجير الفلسطينيين.
الرئيس الفلسطيني قال إن دوامة العنف تتجدد باستمرار بسبب غياب العدالة وإهمال حقوق الفلسطينيين. وأضاف أن "حل الدولتين وإنهاء الاحتلال وفق جدول زمني معروف هو الحل للأزمة الراهنة".
واختتم الرئيس الفلسطيني بالقول: "لن نرحل وسنبقى في أرضنا".
وتستضيف القاهرة القمة بمشاركة قادة إقليميين ودوليين، بهدف تخفيف حدة الصراع الراهن بين إسرائيل وحماس، والعمل على حماية المدنيين في قطاع غزة المُحاصر منذ أسبوعين، وفتح ممرات آمنة، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، وسط مخاوف من اجتياح الجيش الإسرائيلي للقطاع بريا.
ووجهت مصر الدعوة للعديد من الدول العربية والأوروبية، في الوقت الذي تأكد وفق مصادر مصرية، حضور 31 دولة حتى الآن، و3 منظمات دولية.
فشل مجلس الأمن وإلغاء القمة الرباعية
وتأتي هذه القمة في ظل استمرار فشل مجلس الأمن خلال جلسات التصويت على مشروعي القرارين الروسي والبرازيلي، الأمر الذي يجعل القمة المصرية تحظى باهتمام عالمي لدعم الرؤية المصرية لإجراء مناقشات بغية التوصل إلى حل شامل وتنشيط عملية السلام.
وكان من المقرر أن تستضيف الأردن قمة رباعية في عمّان تضم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الأميركي جو بايدن، لكن تقرر إلغاؤها على خلفية قصف مستشفى المعمداني في غزة الذي أودى بحياة نحو 500 شخص.
وكان مجلس الأمن قد فشل في تمرير مشروع قرار صاغته روسيا يدعو لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة لأسباب إنسانية، حيث لم ينل المشروع موافقة الحد الأدنى من الأصوات المطلوبة لتمريره والبالغ تسعة أصوات في المجلس المؤلف من 15 عضوا.
حصار على غزة.. وضحايا مدنيين
ومنذ السابع من أكتوبر الجاري، اليوم الذي شهدت فيه إسرائيل هجوما مباغتا من قبل عناصر حماس المسلحة على بلدات إسرائيلية حدودية، تفرض إسرائيل حصارا مطبقا على قطاع غزة، حيث منعت إمدادات المياه والكهرباء والوقود وغيرها من المواد الأساسية ردا على الهجوم الأكثر عنفا في تاريخ إسرائيل.
وقُتل 4137 شخصًا في قطاع غزة منذ بدء الهجوم، معظمهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة، فيما أصيب نحو 13300 آخرين. وفي الجانب الإسرائيلي، فإن أكثر من 1400 شخص قتلوا و4600 جرحوا منذ بداية الحرب مع حماس، حسب السلطات الإسرائيلية.
وتنتظر عشرات الحافلات المحملة بالمساعدات على الجانب المصري من معبر رفح في انتظار الدخول لإيصال المساعدات إلى أهالي غزة.
وأمضت شاحنات المساعدات الغذائية والطبية يوما آخر أمام بوابة معبر رفح من الجانب المصري، مساء الجمعة، مع استمرار إغلاق المعبر بسبب خلافات اللحظة الأخيرة حول آلية دخول المساعدات وتوزيعها.
وقال مصدر أمني مصري مسؤول إن تعذر فتح معبر رفح الذي يربط بين قطاع غزة ومصر يعود إلى استمرار قصف الجيش الإسرائيلي لمحيط المعبر من الجانب الفلسطيني.