العالم

فرنسا تعيش كابوساً أمنياً على وقع مواقفها العدائية

إرم نيوز

لا يبدو أن فرنسا باتت أرضا للسلام والطمأنينة ... فبعد الفئران التي تغزوعاصمتها، وبق الفراش الذي شل مختلف مناحي الحياة في البلاد.



وتعيش البلاد حالياً في مواجهة تداعيات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أراضيها الذي بدأ بعودة الذئاب المنفردة،وليست البلاغات الكاذبة بوجود قنابل آخرالكوابيس على ما يبدو .



اليوم الجمعة كان قصر فرساي الفرنسي الشهير مع موعد خامس مع الخوف والهلع، حيث أعلنت إدارته عبر صفحتها على مواقع التواصل الإجتماعي، عن إغلاق أبواب القصر وإخلائه لدواعي أمنية .على أن يفتح ابوابه من جديد لاحقا بعد الإنتهاء من عملية التحقق من عدم وجود ما يهدد أمن المكان .



وتعد هذه المرة الخامسة التي يتم فيها إخلاء القصر التاريخي من زواه ، بعد بلاغات " كاذبة " عن وجود قنبلة أو عبوات داخل المبنى . وسبق لفرقة من خبراء المفرقعات أن تنقلت للقصر للتأكد من صحة البلاغ .



صحيفة لوفيغارو الفرنسية تؤكد أن عمليات الإخلاء بسبب البلاغات الكاذبة أصبحت تقريبا عادة في البلاد، "في الوقت الذي أحيا فيه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مخاوف من إعتداءات بفرنسا ". وترى الصحفية أن هناك سببا لهذا التوتر ، بعد اعتداء منطقة أراس الذي قتل فيه معلم مدرسة .



وتضاعفت أرقام البلاغات عن وجود قنبلة بشكل لافت ، ما أربك السلطات الأمنية التي تشتت بين الإجراءات الإستباقية للتصدي الفعلي لذئاب منفردة ، وبين تطويق الأماكن ومرافقة عمليات إخلاء المؤسسات والمطارات والمتاحف ، والتحقيق والبحث عن المتورطين .



إخلاء مطارات وتأجيل 130 رحلة



وأخلت السلطات الفرنسية الأربعاء معظم المطارات الفرنسية باستثناء مطاري باريس بصورة مؤقتة، جراء بلاغات بوجود تهديد، ما أدى إلى إلغاء 130 رحلة وتأخير أخرى كثير.



نفّذ 11 مطاراً فرنسياً على الأقل الخميس، عمليات إخلاء بعضها لفترة قصيرة، بعد إنذارات بوجود قنابل، ما تسبّب في عرقلة حركة الطيران لليوم الثاني على التوالي.



وبعد هجوم أراس،شاعت المخاوف بالشارع الفرنسي ،زاد مع تسجيل العديد من المطارات الفرنسية بلاغات بوجود قنبلة، ما أدى إلى إخلاء أكثرمن عشرة مطارات ، وإلغاء رحلاتها ، ما خلق خوفا وفزعا في صفوف المسافرين بينما أعرب آخرون عن سخطهم من الوضع الذي تسبب في تعطيل حياتهم .



وطالت عمليات الإخلاء الخميس مطارات بال-مولوز وبوردو-ميرينياك وبوفيه وكليرمون-فيران وكاركاسون وتارب-لورد وبيزييه ومونبولييه ونانت وبيربينيان وليل.



وحذرت الحكومة الأربعاء من أن كل تهديد سيكون موضوع شكوى. وندد وزير العدل بمن "يستمتعون بهذه التهديدات الكاذبة".



القناة الفرنسية الثالثة فرانس 3 نقلت أن مؤسسات تعليمية و مطارات و مواقع أثرية في فرنسا... باتت تشهد باستمرار عمليات إخلاء ، خلال الأسابيع الأخيرة ، وذلك بسبب بلاغات بوجود قنابل أو عبوات .



الأمرلا يقتصرعلى العاصمة باريس ، بل يشمل عدة مدن فرنسية : أربس ، مونبوليي ، كاركاسون ، تولوز وغيرها ، شهدت خلال يومين ، تضاعف عدد بلاغات وجود قنبلة في المطارات .



وكشف وزيرالداخلية الفرنسي جيرالد درمانيان أنه في إطار التحقيقات في هذه البلاغات الكاذبة تم استدعاء 18 شخصا .






في تولوز، تم إخلاء 6 مؤسسات تعليمية، واختبأ التلاميذ مفزوعين تحت الطاولات ، بعضهم اعتقد أنها النهاية . قبل أن يتبين أن الأمر يتعلق ببلاغ كاذب .



وفيما تم تشديد إجراءات الرقابة في المؤسسات التعليمية ...وكل حقيبة مشبوهة أو سيارة مثيرة للريبة ، هي سبب كافي للإبلاغ ، ما ساهم في الرفع من عدد التدخلات من قبل القوى الأمنية ، وفق ما نقلته " فرانس 3 " .



تقول السلطات القضائية في تولوز أن تحقيقات فتحت في كل إبلاغ كاذب، ويتم التعامل مع كل تحقيق بكل الحزم والجدية الممكنة .



بدوره متحف اللوفر الشهير بالعاصمة تم إخلاؤه، بعد أن أبلغ أحدهم عن وجود قنبلة داخل المتحف الذي يغص عادة بالزوار من مختلف الجنسيات في العالم.



مخاوف السياح



وذاع خبر إخلاء 14 مطارا فرنسا في ظرف وجيز ، مازاد من مخاوف الفرنسيين وزوارهم .



وتحتل فرنسا، منذ أكثر من 30 عامًا، المرتبة الأولى في تصنيف الوجهات السياحية العالمية.



"وبلغ عدد السياح الأجانب 90 مليون سائح في عام 2019 زاروا فرنسا بغية اكتشاف ثراء تراثنا الطبيعي والمعماري والرغد بفن العيش والضيافة على الطراز الفرنسي المعروف عالميًا " ، تقول وزارة الخارجية الفرنسية .



لكن يبدو أن السائح في فرنسا حاليا مرشح لأن يصدم بواقع آخر ، فبين عاصمة يفوق عدد الفئران بها عدد سكانها، و بق فراش لم يختفي مع سطوة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وأخباره التي غطت على أغلب الأخبار ... قد يبدو صعبا التفكير في زيارة بلد ، أول مبنى ل بحدوده الجوية مهدد كل يوم بالإخلاء و التأخير وإلغاء الرحلات .