رغم تزايد التصريحات الإسرائيلية مؤخرًا باحتمالية بدء عملية برية في قطاع غزة، إلا أن مسؤولين مطلعين رجحوا إمكانية تأخير «الاجتياح»، في محاولة لدعم الجهود الدبلوماسية لحمل حماس على إطلاق سراح الرهائن.

وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي قال مساء السبت، إن القوات الإسرائيلية «ستدخل إلى قطاع غزة، وستخوض مهمة عملياتية بهدف القضاء على العناصر التابعة لحماس».

تصريحات تزامنت مع أخرى للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، والتي قال فيها إن الجيش سيشن مثل هذه العملية عندما تكون الظروف العسكرية مثالية، ما أشار إلى قرب الاجتياح البري لقطاع غزة.

هل يتغير شكل العملية البرية؟

إلا أن مسؤولين مطلعين أكدوا لوكالة «بلومبرغ» يوم الأحد، أن «شكل العملية البرية قد يتغير إذا أدت دبلوماسية الرهائن إلى إبقاء إسرائيل في وضع حرج لفترة أطول، وتغيرت الظروف على الأرض».

وبحسب المسؤولين فإن «الوقت يقف إلى جانب إسرائيل، وليس إلى جانب حماس».

وتقول إسرائيل إن هناك 210 رهائن معروفين من العديد من الدول تم احتجازهم في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عندما اخترق نشطاء حماس السياج الحدودي إلى إسرائيل في هجوم أدى إلى مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي. وردا على ذلك، واصلت إسرائيل قصف غزة لمدة أسبوعين، مما أدى لوفاة أكثر من 4500 شخص.

وقال مسؤولون أمريكيون إن إسرائيل ستحتاج إلى أكثر بكثير مما يحدث حاليا من حيث عمليات الإفراج للتأثير على عملية برية وشيكة.

لكن وفقاً لنظرائهم الإسرائيليين، فإنه «بغض النظر عما يحدث مع الرهائن، فإنهم سوف يفككون حماس في استعراض للقوة يعتقدون أنه ضروري للمنطقة»، بحسب «بلومبرغ».

بينما أكدت وكالة «بلومبرغ»، أن إطلاق سراح الرهائن اتخذ حيزًا في التخطيط العسكري الإسرائيلي يوم الجمعة، عندما أفرجت حركة حماس أم أمريكية وابنتها البالغة من العمر 19 عاما.

استنفار إسرائيلي

وبحسب الوكالة الأمريكية، فإن إسرائيل استدعت أعدادًا قياسية من قوات الاحتياط للاستعداد لما تسميه إسرائيل المرحلة التالية من الحملة، والتي من المحتمل أن تكون هجوماً برياً على غزة، حيث يتم احتجاز الأسرى.

وقال الجيش الإسرائيلي، إن الرهائن الـ210 المحتجزين لدى حماس، بينهم أكثر من 20 مراهقا وطفلا صغيرا، وأكثر من 20 آخرين فوق سن الستين.

وفي وقت متأخر من يوم السبت، أصدر الجناح العسكري لحركة حماس بيانا قال فيه إنه عرض إعادة امرأتين إسرائيليتين «لأسباب إنسانية قاهرة ودون أي مقابل» وأن إسرائيل رفضت استقبالهما، فيما وصف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي البيان بأنه «دعاية، وأنه سيواصل العمل بكل السبل لإعادة جميع المخطوفين والمفقودين».

ولا يزال من غير الواضح لماذا أطلقت حركة حماس سراح الاثنين الآخرين، إلا أن أوفير فالك، مساعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للشؤون الخارجية، قال إن «السبب الوحيد لإطلاق سراح الرهينتين يوم الجمعة هو الضغط الذي مورس على حماس».

وأضاف أن «الضغط سوف يتكثف حتى يتم إطلاق سراح جميع الرهائن، ولن يغير أي شيء هدفنا المتمثل في تفكيك حماس».

ضغط شعبي

وفي ورقة ضغط جديدة على إسرائيل، تظاهر قرابة 200 شخص في تل أبيب للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين لدى حركة حماس في قطاع غزة.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» يوم السبت إن المظاهرة جرت بالقرب من مبنى وزارة الدفاع الإسرائيلية. وطالب المتظاهرون باستقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحملوه المسؤولية عن الوضع الحالي.