هناك العديد من المقالات التي طرحت سواء مني شخصياً أو من زملائي الصحفيين عن المنشآت الكروية التي تحتاج لتطوير جذري لنواكب التطور الكبير الذي نشاهده في الدول المجاورة كالمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات، وهناك دول ربما نجد نفوقها كروياً واقتصادياً ولكن تملك ملاعب نموذجية متطورة في آسيا والعالم وبكلفة معقولة مثل فيتنام والفلبين وإندونيسيا وجورجيا وفنلندا ومقدونيا الشمالية وغيرها من الدول. فمملكة البحرين -التي كانت قد قاب قوسين أو أدنى من التأهل لكأس العالم في مناسبتين عامي 2006 و2010 لولا سوء الحظ، ورابعة كأس أمم آسيا 2004 وكان حينها أفضل فريق متطور في العالم، وبطلة دورة الألعاب العربية 2011، والفائزة بلقبي بطولة غرب آسيا وكأس الخليج عام 2019- لا تملك ملاعب ومنشآت تليق بمكانتها كروياً ورياضياً.
نحن كإعلاميين وكتاب صحفيين من واجبنا المهني أن نطرح أفكارا وحلولاً لمصلحة الرياضة البحرينية، فمن وجهة نظري نحتاج لبناء أو تطوير أربعة ملاعب بشكل جذري بحيث يكون هناك ملعب عصري متكامل بكل مرافقه وبأحدث التقنيات في كل محافظة من محافظات المملكة وتتراوح سعة الملاعب ما بين 10 آلاف متفرج ولا يزيد عن 15 ألف متفرج، وأعتقد بأن هذا العدد مناسب جداً لكرتنا المحلية، كما لابد من تطوير ملاعب بعض الأندية بحيث تكون قادرة ومهيئة لاستضافة المباريات، ناهيك عن ضرورة تطوير الإستاد الوطني بشكل كامل، فلابد من مشاركة القطاع الخاص في مشروع تطوير وبناء الملاعب وأن تكون هناك شروط وآلية تحفظ حقوق جميع الأطراف، وبكل تأكيد فإن ذلك سيصب في مصلحة مملكتنا الغالية في المقام الأول والأخير.
ولاشك أن تطوير المنشآت سيكون له عامل إيجابي للاعبينا وأنديتنا ودافع كبير للارتقاء بمسابقاتنا المحلية، كما سيساهم ذلك في زيادة الحضور الجماهيري، ناهيك أن ذلك سيساعدنا على استضافة البطولات الكبرى، بالإضافة إلى الاستفادة من الاستضافة شبه المؤكدة للمملكة العربية السعودية لكأس العالم 2034 وإمكانية استقطاب المنتخبات العالمية للتحضير على أرضنا خصوصاً في ظل التشابه الكبير بيننا وبين السعودية في المناخ والأجواء وغيرها، وهذا نوع من أنواع الترويج الرياضي لمملكتنا الحبيبة، ففي الماضي القريب لم نستفد مع الأسف من استضافة قطر لمونديال 2022 ويجب أن يكون ذلك درساً للمستقبل.
وأخيراً فإن التطور الكبير للرياضة البحرينية وتواجدها القوي في مختلف الألعاب الرياضية يجب أن يصاحبه تطور في المنشآت الرياضية وبالتحديد في كرة القدم، اللعبة الشعبية الأولى في العالم، وأتمنى بأن نشاهد تغييرات حقيقية في القريب العاجل.
مسج إعلامي
أتمنى بأن تكون هناك وقفة إنسانية استثنائية في الجانب الكروي مع أشقائنا في فلسطين بتخصيص دقيقة صمت في جميع المباريات في الدول العربية والإسلامية وحتى غير الإسلامية المعارضة للاعتداءات الشنيعة من العدو الصهيوني للفلسطينيين إلى أن تتوقف هذه الحرب، وهذا أقل ما يمكن أن يقدمه الوسط الكروي لشهداء غزة وفلسطين.