الرأي

القانون الدولي يحتضر أمام الإنسانية

من السهل جداً أن تضع المنظمات الدولية قوانين وشعارات تؤيد حقوق الطفل والمرأة وحقوق الإنسان وتواصل معاركها من أجل بنود مكتوبة على الورق، وعند الجد والحاجة لتفعيل تلك البنود أو عندما يكون الأمر تحديداً عند أبرياء غزة تقف تلك الحروف حائرة ما بين السكون والتنوين، تصبح حينها أسيرة الوعود والعهود، صامتة أمام جيش متسلّح ضد الحق، الأفلاك تدور في مدارها تدافع عن ذاك وأولئك إلا عن غزة، وما غزة إلا مدينة عربية مسلمة مستضعفة تستنجد، من يدافع عنها؟ أين المنظمات ما عاد صوتها يُسمع؟ فقد تمزقت أواصر الحقوق من أجل الباطل حتى يتمادى وينتشر ويعم بلا رحمة.

تنتشر حول العالم مشاهد كثيرة لفئة مستضعفة في غزة من الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين العزّل وقد حطمت القنابل بيوتهم، هناك من تمت تصفيته وهناك من تبعثرت أشلاؤه، وهناك من تشرّد وأصبح بلا أهل أو زاد أو مأوى، ومع ذلك لم تتحرك الضمائر وأصحاب الأخلاق الرفيعة، لم يحاربوا الباطل، بل صفقوا له وأيدوه لأن غزة تحتمي ببضع كلمات تقبع بين أنقاض المعاهدات، ضائعة بين حبر وورق، تائهة بقانون مع وقف التنفيذ.

بالرغم من سطوع الحق مع تداعيات الصراع في غزة، تستشعر بأن زمن الحق قد ولّى وأن الباطل حلّ على عالمنا كزائر ثقيل يعطب العين والقلب والضمير، فالحق واضح كوضوح الشمس لا يُحجب ولا يتوارى عن الأنظار، ولكنه الباطل دائماً يزيف الحقائق، ويزيّنه ويصفق له أهله في كل المناسبات، فهو البطل المغوار في المعارك والورقة الرابحة في المفاوضات، فالباطل له أوجه عديدة يتلبس بلباس السلطة والجاه والمال والقوة لكنه يقيناً أبداً لن يكون الحق باطلاً أو يكون الباطل حقاً، فبين الحق والباطل هناك مستضعفون متمسكون بحقوقهم في وقت أصبح القانون الدولي الإنساني يحتضر أمام جثث وركام أهل غزة.

كلمة من القلب

قيل بأن القلة على الرغم من أنها في عين غيرها قلة، إلا أنهم في واقع العمل كثرة، لأنهم قلة عاملة، والقلة العاملة تهزم الكثرة النائمة.