يوم جديد من التصعيد والقصف الإسرائيلي تشهده غزة، اليوم الأربعاء، غداة جلسة عاصفة بمجلس الأمن حول الحرب التي اندلعت شرارتها في السابع من أكتوبر الجاري، وأدت إلى مقتل وإصابة الآلاف، فيما تحشد إسرائيل لقواتها وآلياتها العسكرية وتعد العدة لبدء الاجتياح البري بغزة.

وأعلن تلفزيون فلسطين، اليوم الأربعاء، أن الحرب المستمرة منذ السابع من الشهر الحالي أسفرت عن سقوط نحو 6000 قتيل في غزة، وإصابة أكثر من 18 ألفا بالقطاع.

وفي آخر التطورات، أعلن الجيش الإسرائيلي تصنيف كل المنطقة بمحيط 1000 متر عن السياج الحدودي مع غزة منطقة قتال. وأشار مراسل "العربية" و"الحدث" إلى غارات إسرائيلية مستمرة على مدينة غزة ومخيم النصيرات وخان يونس ورفح، فيما أعلنت حماس مقتل 80 شخصا على الأقل ليل الثلاثاء إلى فجر الأربعاء في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.

يأتي ذلك فيما أفاد مراسل "العربية" و"الحدث" بأن زوارق بحرية إسرائيلية قصفت مخيم الشاطئ غربي غزة، فيما ردت الفصائل المسلحة في غزة برشقات صاروخية جديدة تجاه عسقلان وبلدات غلاف غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه دمر مقرات عسكرية تابعة لجهاز أمن حماس في غزة.

وقبلها، أفادت وزارة الداخلية في قطاع غزة بمقتل وإصابة العشرات في استهداف الطيران الإسرائيلي لمنازل المواطنين في مناطق متنوعة من القطاع اليوم الأربعاء. وذكرت أن القصف استهدف منطقة الهوجا بجباليا وتل الهوى جنوب مدينة غزة ومخيم النصيرات وقيزان النجار في خان يونس. وذكرت الوزارة أيضا أن القصف طال شارع النصر غرب مدينة غزة ومخيم النصيرات وسط القطاع وبني سهيلا في خان يونس جنوب القطاع.

وقالت وزارة الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه حماس إن 704 فلسطينيين، بينهم 305 أطفال، قتلوا أمس الثلاثاء، وهو ما قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه أعلى عدد ترد أنباء بشأنه في يوم واحد منذ نشوب الصراع قبل ثلاثة أسابيع تقريبا.

هجوم مباغت.. وقصف متواصل على غزة

وشنت إسرائيل ضرباتها على غزة بعد أن هاجم مقاتلو حماس بلدات بجنوب إسرائيل يوم السابع من أكتوبر ما أدى إلى مقتل 1400 شخص معظمهم من المدنيين. وردت إسرائيل بقصف عنيف ومكثف على غزة -منذ ذلك اليوم- ما تسبب بمقتل نحو 6000 وإصابة أكثر من 18 ألفا، إضافة إلى تشريد نحو 1.5 مليون شخص بعد أن سوّت الغارات الإسرائيلية منازلهم بالأرض، وتركتهم بلا مأوى ولا ماء ولا كهرباء.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنه استهدف خلية من غواصي حماس كانوا يحاولون دخول إسرائيل عن طريق البحر بالقرب من تجمع زيكيم السكني.

وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في بيان على تطبيق "تليغرام" إنه قد تمكنت "قوة من الضفادع البشرية التابعة لكتائب القسام" من التسلل بحرا على شواطئ زيكيم جنوب عسقلان، وتدور الآن اشتباكات مسلحة في تلك المنطقة.

تأجيل الهجوم البري

وكانت الولايات المتحدة قد نصحت إسرائيل بتأجيل الهجوم البري المزمع، بينما تحاول واشنطن إطلاق سراح المزيد من الأسرى الذين لا تزال حماس تحتجزهم في غزة، والذين يزيد عددهم عن 200 رهينة.

وفي وقت متأخر من أمس الثلاثاء، دخلت ثماني شاحنات محملة بالمياه والغذاء والدواء إلى غزة قادمة من مصر. وقالت وكالات تابعة للأمم المتحدة إن هناك حاجة إلى ما يزيد على 20 ضعفا من الإمدادات الحالية لسكان القطاع الساحلي الضيق البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

هدنة.. أم وقف لإطلاق النار؟

وفي الأمم المتحدة، طرحت الولايات المتحدة وروسيا خططا متنافسة بشأن المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين. فقد دعت واشنطن إلى هدنة بينما تريد روسيا وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية. وتعتبر الهدنة بشكل عام أقل رسمية وأقصر من وقف إطلاق النار.

وتدعم الدول العربية بقوة الدعوة إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وسط دمار واسع النطاق للمباني في غزة.

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال جلسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من أن الحرب في غزة قد تنتشر في المنطقة بأسرها، مجددا نداءه بالوقف الفوري لإطلاق النار.

ويقول الأطباء في غزة إن المرضى الذين يصلون إلى المستشفيات تظهر عليهم علامات المرض الناجم عن الاكتظاظ وسوء الصرف الصحي بعد فرار أكثر من 1.4 مليون شخص من منازلهم في القطاع إلى ملاجئ مؤقتة.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أكثر من ثلث المستشفيات في غزة ونحو ثلثي عيادات الرعاية الصحية الأولية أغلقت أبوابها بسبب الأضرار أو نقص الوقود.

ومع ذلك، أكد الجيش الإسرائيلي مجددا أمس أنه سيمنع دخول الوقود لمنع حماس من الاستيلاء عليه. واقترح أن تطلب الأمم المتحدة من حماس إمدادات الوقود.

وأطلقت حماس حتى الآن سراح أربع رهائن هم أم وابنتها تحملان الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية يوم الجمعة وامرأتين مدنيتين إسرائيليتين يوم الاثنين.