عائشة البوعينين - مدرب تربوي وكوتش أخصائي سعادة ومرشد أسري


جميعنا نهتم بالجانب البدني من صحة أبنائنا فبمجرد ارتفاع حرارتهم أو ظهور عرض لأي مرض نذهب بهم إلى المستشفى ونختار أفضل الأطباء المتخصصين لعلاجهم والحفاظ على صحتهم. ويغفل الكثير عن صحة علاقتهم بأبنائهم مما ينعكس سلباً على انضباط الأبناء وثباتهم مستقبلاً على جادة الصواب، فالعلاقة الصحية هي الأساس للنمو العاطفي والاجتماعي والنفسي.

لبناء تلك العلاقة الصحية لابد من الحفاظ على مجموعة من القواعد والالتزام بالمعايير التي تساهم على نحو إيجابي في ثبات ذلك البناء الجميل الذي سنراه مستقبلاً عندما يكبر الأبناء.

أولا: لابد من الحرص على الانفتاح في العلاقة مع الأبناء والتواصل الجيد الدائم والاستعداد للاستماع إلى أفكارهم ومشاعرهم بصدق والحديث بلغة تناسب عمرهم والصبر على كل ما يبدر منهم من سلوكيات دون الغفلة عن تعزيز الإيجابي منها مهما كان صغيراً.

ثانياً: مشاركة الأبناء اهتماماتهم وإنجازاتهم لتعزيز الروابط العاطفية لهم مع تقديم الدعم والتشجيع الدائم، كذلك الحرص على تلبية رغباتهم وفهم احتياجاتهم وطموحاتهم وآمالهم والنظر إلى ذلك بعين المحب المشفق الذي يرحم ويحن ويعطف ويحتسب الأجر في كل ما يقوم به مع أبنائه.

ثالثاً: الانفعالات والفوضى أمر طبيعي لابد منه ففي حال واجهتك تلك الصعوبات احرص على الهدوء وتجنب الردود الفورية السريعة، احرص على السيطرة على مشاعرك مهما بلغت حدة تلك الانفعالات وحافظ على هدوئك فكلما كنت هادئاً استطعت مواجهة تلك المواقف بعقلانية وأفق متسع ورؤية واضحة فتتخذ القرار المناسب دون أن تندم على تسرعك في اتخاذ القرارات.

همسة

أظهر الدعم الدائم لأبنائك واحرص على التكيف والمرونة واصبر عليهم فهم أبناء هذا العصر السريع الذي لا يكاد يخلو من المفاجآت التي تحتاج منك رباطة الجأش والتحكم بالعواطف، وبهذا فقط تستطيع بناء علاقة إيجابية تمد فيها جسور التواصل والحوار والتفاهم.