وكالات
قال رئيس بيلاروس وحليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ألكسندر لوكاشينكو، إن روسيا وأوكرانيا عالقتان في طريق مسدود على جبهة الحرب بينهما، مضيفاً أنه يتعين على الجانبين الجلوس والتفاوض على إنهاء الصراع.

وأضاف لوكاشينكو "هناك ما يكفي من المشكلات على الجانبين، وبشكل عام، أصبح الوضع الآن في طريق مسدود بشكل خطر، لا يمكن لأحد أن يفعل أي شيء ويعزز موقفه أو يطوره بشكل كبير".

وتابع أنهم "هناك وجهاً لوجه حتى الموت متحصنين. الناس يموتون".

وقال البيت الأبيض إن القوات الروسية واصلت توغلها هذا الأسبوع قرب مدينة أفديفكا المدمرة في دونيتسك وتكبدت خسائر فادحة، لكن الجبهة الشاسعة في أوكرانيا لم تتحرك على نحو يذكر في العام الماضي على رغم الهجوم المضاد العنيف الذي شنته كييف منذ أشهر.

وقال لوكاشينكو، الذي قدم أراضي بلاده كمنصة انطلاق للهجوم الروسي واسع النطاق على أوكرانيا عام 2022، إن مطالب أوكرانيا لروسيا بالانسحاب من أراضيها يجب حلها على طاولة المفاوضات "حتى لا يموت أحد".

وقال لوكاشينكو في مقطع مصور على شكل أسئلة وأجوبة نشر على الموقع الإلكتروني لوكالة "بيلتا" الرسمية للأنباء "نحن في حاجة إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى اتفاق".

وأضاف "كما قلت ذات مرة ليست هناك حاجة إلى شروط مسبقة. الشيء الرئيس هو إعطاء أمر التوقف".

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس السبت خلال اجتماع ضم أكثر من 60 مستشاراً للأمن القومي أن خطته للسلام المكونة من 10 نقاط، التي تتضمن دعوات لاستعادة وحدة أراضي أوكرانيا، هي السبيل الوحيد لإنهاء الحرب.

من جهة أخرى قال كبير مسؤولي الصحة العامة في أوكرانيا إن المدارس ستنتقل إلى نظام التعليم عن بعد عبر الإنترنت بدءاً من غد الاثنين في مدينة فينيتسا بوسط أوكرانيا، بعد أن أدى تفشي التهاب الكبد الوبائي (أي) إلى دخول عشرات الأطفال والبالغين المستشفى.

وكتب كبير أطباء الصحة العامة على "فيسبوك" إيهور كوزين أمس السبت "الشيء الرئيس الآن هو تحديد بؤرة تفشي المرض والأسباب من أجل وقف انتشار التهاب الكبد الوبائي (أي) بين السكان في أقرب وقت ممكن".

وقال كوزين، الذي يشغل أيضاً منصب نائب وزير الصحة الأوكراني، إن 141 شخصاً في المدينة والمنطقة نقلوا إلى المستشفى.

ووفقاً للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن التهاب الكبد الوبائي (أي) هو مرض شديد العدوى وقصير الأمد يمكن أن ينتشر من طريق الاتصال الشخصي الوثيق أو تناول طعام أو شراب ملوث.

وقال كوزين "حتى الآن لا يوجد سبب واحد لتفشي المرض".

وأضاف "نحن نحلل بؤر الانتشار ونعمل مع السكان، لا سيما لمعرفة دائرة الأشخاص المخالطين".

ميدانياً قالت وزارة الدفاع الروسية إن أنظمة الدفاع الجوي دمرت خلال الليل 36 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا فوق البحر الأسود قبالة شبه جزيرة القرم.

ولم تكشف الوزارة في بيان لها عبر تطبيق "تيليغرام" عما إذا كان الهجوم قد أسفر عن أضرار أو خسائر بشرية.

ولم تتمكن "رويترز" من التحقق من التقرير بشكل مستقل.

اجتماع مالطا

حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تجمعاً يضم مستشاري الأمن القومي من أكثر من 60 دولة، أمس السبت، على وضع نموذج عالمي استناداً إلى صيغة السلام الخاصة به، والتي تهدف إلى إنهاء الحرب مع روسيا.

وسيسهم الاجتماع، الذي عقد خلف أبواب مغلقة في مالطا المحايدة، في قياس قدرة أوكرانيا والغرب على حشد دعم مستمر أوسع نطاقاً في ظل هيمنة الصراع بين إسرائيل وغزة على عناوين الأخبار، مما يحول التركيز عن كييف.

ولم تشارك روسيا في الاجتماع وانتقدت مالطا لاستضافتها المحادثات التي جاءت بعد إجراء محادثات أصغر هذا العام في جدة وكوبنهاغن.

وقال زيلينسكي إنه يتوق إلى يوم يكون فيه تاريخ البشرية "تاريخ سلام فحسب". وأضاف أن القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ينصان بوضوح على هذا التطلع.

ميثاق الأمم المتحدة

لكنه طرح سؤالاً في خطابه المنشور على "يوتيوب" بالإنجليزية قائلاً "هل يفلح ميثاق الأمم المتحدة؟".

وتابع، "هنا، في أوكرانيا والشرق الأوسط وفي دول أفريقية، الجواب عن هذا السؤال هو صرخات الأمهات وهن يدفن أبناءهن وبناتهن القتلى في الحروب ويأس الأطفال الذين يتمتهم الحروب". وأردف، "يمكننا ولا بد أن نقدم جواباً مختلفاً، شهد العالم كثيراً من الدماء".

10 نقاط

تتضمن خطة السلام المكونة من 10 نقاط التي اقترحها زيلينسكي دعوات لاستعادة وحدة أراضي أوكرانيا وانسحاب القوات الروسية وحماية إمدادات الغذاء والطاقة والسلامة النووية والإفراج عن جميع الأسرى.

وقال مسؤولون إنهم يأملون في أن يتمخض الاجتماع الذي حضره البعض شخصياً، وشارك فيه آخرون عبر الإنترنت، عن اتفاق على عقد قمة سلام عالمية في وقت لاحق هذا العام.

وقال وزير خارجية مالطا إيان بورج إن بلاده ستواصل إظهار دعمها الجهود الرامية إلى استعادة وحدة أراضي أوكرانيا. وقال للمشاركين في الاجتماع "على رغم كوننا دولة محايدة، لا يمكننا ألا ندين الظلم والفظائع وإساءة استخدام السلطة في المنطقة، نظل في طليعة إدانة هذا العدوان".

ولم تصدر قائمة رسمية بأسماء المشاركين، لكن المسؤولين قالوا إنهم يضمون ممثلين عن دول من أوروبا وأميركا الجنوبية ودول عربية وأفريقية وآسيوية.

وقال مسؤول بالاتحاد الأوروبي، طالباً عدم نشر اسمه، إن الصين ومصر والإمارات لم تحضرا الاجتماع على خلاف اجتماع جدة في الخامس من أغسطس (آب).