"أنت الكبير"، جملة على لسان أغلب الآباء والأمهات يلقونها على مسامع الابن الأكبر، الذى فى نظرهم متحملا لكل أخطاء إخوته الصغار بحكم أنه الكبير الناضج العاقل الذى يجب أن يتحمل المسئولية، يوضح الدكتور محمد رمضان الأخصائى النفسى أن هذا الفعل وطبيعة وضع الطفل الأكبر على الدوام فى خانة المسئولية بشكل زائد عن الحد المسموح بكونه طفل صغير ولا زال يتعلم ويخطئ ويصيب، أمر فى غاية الاجحاف وله الكثير من الأضرار النفسية والسلوكية عليه مستقبلا. وتابع الدكتور محمد حديثه، موضحا أن الطفل الأكبر الذى يجد الأب والأم من خلاله مبررا لتحميله أخطاء إخوته، وإشعاره بأنه مسئول عن أخطائهم وأن دوره يتطلب منه أن يلاحظهم ويراقبهم ويمنعهم من الخطأ على الدوام، أمر خاطئ، فهو خطأ تربوى شائع، لا يجعله متحملا للمسئولية وناضجا كما يعتقد البعض بل يضره. وأوضح الأخصائى النفسى أن من أبرز الأضرار النفسية، التى قد يمر بها هذا الطفل الكبير، أنه يفقد الثقة فى نفسه وفى قدرته على تحمل المسئولية الكبيرة والمبكرة عليه، كذلك يكره المسئولية ذاتها، ويكره مستقبلا أن يتحمل مسئولية غيره، كما يشعر دائما بالظلم نتيجة عدم مساواته الضمنية مع إخوته، كما يعانى شعورا بالاهتزاز وانعدام الثقة، ويخاف ويترقب على الدوام لومه وإلقاء العتب عليه، فيشب مهتزا غير واثقا فى أفعاله، ولا يمكنه تحديد مسئولياته والالتزام بها، بل يهرب على الدوام مما قد يلقى على عاتقه، كما يؤثر عدم إقتناعه بخطأه وشعوره بارتكابه خطأ لا يعلمه عليه بالسلب، ويشعر على الدوام أنه دون إخوته، فيشب شاعر بالنقص والدونية، ومنفصلا عن عائلته ومعادى للمجتمع.