واصل متمردو طالبان الاثنين حملتهم التي اطلقوها في الربيع في ارجاء افغانستان مع هجوم انتحاري اوقع ستة قتلى من جنود الحلف الاطلسي قرب كابول ومعارك شرسة للسيطرة على اقليم رئيسي في هلمند معقلهم بجنوب افغانستان.فقبل عام تماما من انهاء المهمة القتالية لقوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان كثف طالبان تمردهم الذي بدأ مع سقوط نظامهم في 2001 من خلال زيادة الهجمات على اهدافهم الرئيسية اي قوات الحلف الاطلسي والقوات الامنية الافغانية.والاعتداء الانتحاري بدراجة نارية الذي اسفر الاثنين عن مقتل ستة جنود اجانب في شمال كابول قرب باغرام اكبر قاعدة اميركية في افغانستان، يأتي في اطار هذا التكثيف للقتال.والضحايا الذي لم يوضح حلف شمال الاطلسي جنسيتهم كانوا يقومون بدورية مشتركة مع جنود افغان عندما اقدم انتحاري على دراجة نارية بتفجير نفسه كما صرح محمد عاصم حاكم ولاية بروان حيث تقع القاعدة.واوضح الحلف الاطلسي في بيان "ان ثلاثة جنود اخرين من الحلف اصيبوا بجروح".واعلنت حركة طالبان على الفور مسؤوليتها عن الهجوم مشيرة الى "مقتل 19 جنديا اميركيا". لكن غالبا ما يضخم المتمردون حصيلة هجماتهم على القوات المسلحة.ويعد هذا الهجوم من الاعتداءات الاكثر دموية التي استهدفت قوات الحلف الاطلسي في افغانستان هذا العام. ومنذ نهاية كانون الاول/ديسمبر الماضي تقتصر مهمة جنود التحالف البالغ عددهم 13 الفا على التدريب وتقديم المشورة للجيش الافغاني.لكن منذ سنة يجد عناصر الجيش والشرطة الافغانيان المقدر عددهم ب350 الفا انفسهم وحيدين على الخط الامامي مع مهمات هائلة تقع على عاتقهم ليس فقط في شرق البلاد بل ايضا وبشكل متزايد في الشمال. ويتضح ذلك على سبيل المثال باستعادة مدينة قندوز الاستراتيجية غير البعيدة عن الحدود مع طاجيكستان بعد سقوطها في ايدي المتمردين.ورغم ان استيلاءهم على المدينة لم يصمد سوى ثلاثة ايام فان طالبان وجهوا بذلك ضربة مذلة للجيش.- "حجة دعاية" - وهذا السيناريو قد يتكرر في اقليم سانجين بولاية هلمند مهد حركة طالبان ومركز زراعة الخشخاش، كما حذر نائب حاكم الولاية محمد جان رسوليار الذي صرح الاحد ان ولايته "على وشك" السقوط في ايدي طالبان.وفي سانجين قال رسوليار ان "العدو استولى على مبان حكومية بينها مقر الشرطة ومكتب حاكمالاقليم وكذلك ادارة المخابرات لكن المعارك مستمرة".واكد سكان في اتصالات هاتفية اجرتها وكالة فرانس برس ان مقاتلي طالبان زرعوا متفجرات على الطرق المؤدية الى اقليم سانجين، ما يجعل نقل المؤن والمواد الغذائية مستحيلا.وفي كابول اعلنت السلطة التنفيذية ارسال تعزيزات الى سانجين.وكان رسوليار وجه نداء استثنائيا إلى الرئيس الأفغاني أشرف غني طالبه فيه بالتدخل العاجل لإنقاذ الولاية التي جهدت القوات البريطانية والأميركية لسنوات للدفاع عنها.وبالفعل عندما كانت مهمة الحلف الاطلسي قتالية خاضت القوات البريطانية والاميركية معارك شرسة لابقاء الاقليم تحت سيطرة الحكومة.وفي مؤشر الى قلق الحلفاء الاميركيين لكابول، تتواجد قوات خاصة اميركية حاليا في المكان لمساندة القوات الافغانية بحسب مسؤول غربي طلب عدم كشف هويته.وفي تشرين الاول/اكتوبر الماضي قرر الرئيس الاميركي باراك اوباما العدول عن سحب الجنود الاميركيين من افغانستان في نهاية العام 2016 ادراكا منه ان القوات الافغانية ما زالت ضعيفة وغير قادرة على مواجهة الوضع بمفردها. واعلن ابقاء الاف عدة من الجنود بعد هذا التاريخ.وقال هارون مير المحلل السياسي الافغاني لوكالة فرانس برس "ان هجوم طالبان في سانجين ليس انجازا عسكريا فحسب بل وايضا حجة دعائية بالنسبة اليهم (...) فقد يقول المتمردون على سبيل المثال ان القوات الافغانية لا شيء بدون دعم حلفائها الغربيين".