ترك أمين عام حزب الله حسن نصرالله التطورات العسكرية مفتوحة على جميع الاحتمالات مع إسرائيل، بعد عملية اغتيال سمير القنطار في مدينة جرمانا جنوب شرقي دمشق قبل يومين.نصرالله استعاد خطابا كان قد ألقاه في الثلاثين من شهر يناير 2015 بعد عملية اغتيال جهاد مغنية ومحمد عيسى والإيراني خدا دادي بالقرب من القنيطرة السورية في منطقة الجولان. تاركا الرد مفتوحا في المكان والزمان والطريقة، فأكد أن حزب الله "يحتفظ بحقه في الرد". وأكد أنه "عندما تعتدي علينا إسرائيل أينما كان وكيفما كان وفي أي وقت كان، فمن حق المقاومة أن ترد أينما كان وكيفما كان وفي أي وقت كان".وذكر نصرالله أن حزبه "سيمارس هذا الحق" داعيا الجميع "لبناء حساباته على هذا الأساس" واصفا القنطار بأنه "منا – الحزب - وقائد في مقاومتنا وقد قتله الإسرائيلي غيلة ومن حقنا أن نرد"، ووجه رسالة إلى الجانب الإسرائيلي مباشرة بأنه "من الآن وصاعدا أي شاب أو كادر يقتل غيلة فإننا نحمل إسرائيل المسؤولية عن ذلك".طائرة إسرائيلية بصواريخ موجهةنصرالله بدأ خطابه باتهام إسرائيل مباشرة بالمسؤولية عن اغتيال القنطار "ولن ننتظر التحقيقات لإثبات مسؤولية إسرائيل عن هذه العملية التي قامت بها طائرات معادية استخدمت صواريخ موجهة وعالية الدقة".ورفض ما أعلنته بعض من وصفهم "بالجماعات المسلحة السورية" وتبينها عملية اغتيال القنطار، معتبرا أن هذا التبني "يصب في مصلحة إسرائيل" مؤكدا أنها في محاولتها "تبني هذه العملية إنما تعمل لتحقيق الأهداف الإسرائيلية".وفي انتظار مواقف نصرالله ردا على عملية اغتيال القنطار، يمكن القول إن كل الجهود السياسية على مستوى الحكومة اللبنانية دخلت في حالة من "الجمود" لمعرفة ما سيحمله خطاب نصرالله من مواقف وإلى أين قد يأخذ الأمور والبلاد نتيجة المواقف التي قد يتخذها أو يعلن عنها.وفي هذا الإطار، فإن جلسة الحوار الوطني لم تصل إلى أي نتيجة ولم تتطرق إلى أي موضوع جدي، خاصة موضوع انتخاب رئيس للجمهورية الذي يشكل البند الأول على جدول أعمال طاولة الحوار الوطني خاصة في ظل المبادرة الحريرية للتسوية بترشيح سليمان فرنجية، واكتفى المجتمعون بالتأكيد على موضوع تفعيل العمل الحكومي .أما العمل الحكومي فقد أصيب أيضا بالتعطيل بسبب حالة الانتظار أيضا، إذ كان من المقرر أن تنتهي جلسة مجلس الوزراء التي دعا لها الرئيس تمام سلام اليوم لبحث موضوع تصدير النفايات إلى الخارج وإلى قرارات نهائية تضع حدا لهذه الأزمة، فانتهت الجلسة إلى إقرار الخطة العامة لتصدير النفايات.نصرالله يهاجم الحكومة اللبنانيةالحكومة اللبنانية لم تسلم من انتقادات نصرالله في خطابه، فهاجمها بشكل مباشر على خلفية القرارات الأميركية بوضع عقوبات اقتصادية ومالية على حزب الله والمقربين منه، وطالب نصرالله في خطابه الحكومة ومسؤولي الدولة والقطاع المصرفي أن يكونوا "رجالا ولو لمرة واحدة" وأن "يقفوا بوجه المطالب الأميركية وأن لا يعمدوا إلى تنفيذها من دون تردد".وعلى الرغم من محاولة نصرالله التخفيف من حدة وتأثير العقوبات الأميركية على المصادر المالية لحزب الله، خاصة تلك التي طالت بعض الأشخاص أخيرا الذين أدرجوا على لوائح العقوبات الأميركية، إلا أنه لم يستطع أن يخفي النتائج السلبية التي طالت هذه المصادر المالية خاصة في تصاعد حدة خطابه للحظات على العكس من الجهد الكبير الذي بذله للمحافظة على الهدوء في خطابه وفي إيصال الرسائل التي أراد توجيهها.نصرالله أكد أن حزبه لا يتعامل مع النظام المصري اللبناني ولا يملك أي مؤسسات تجارية أو مشاريع اقتصادية ولا يقول بتشغيل أموال في السوق اللبنانية، وأكد أن الأموال التي يتلقاها من الخارج تأتي مباشرة إليه ويقوم بصرفها مباشرة على أعماله الإدارية والعسكرية والأمنية والمؤسسات التابعة له.وتطرق نصرالله إلى الاتهامات التي توجه إلى حزبه، بأنه منظمة إرهابية، مذكرا بأن هذا الحزب مدرج على لائحة الإرهاب الأميركية منذ عام 1995، مشيرا إلى أن الجهود الأميركية لم تستطع فرض هذا الموقف أو التصنيف على مجلس الأمن أو الاتحاد الأوروبي، بل إن الاتحاد الأوروبي عمد إلى حيلة بإدراج الجناح العسكري للحزب على لائحة الإرهاب.وأشار نصرالله إلى أن الأميركي لجأ إلى اتهام حزب الله بأنه "منظمة إجرامية" أي أنه يقوم بعمليات "بيع المخدرات وتبييض الأموال هذه الاتهام ظالمة ولسنا معنيين بتقديم أدلة على البراءة، بل الذي يتهمنا مطلوب منهم.واعتبر نصرالله أن الاتهامات الأميركية هي "اتهام سياسي في سياق معركة سياسية وامنية وعسكرية في المنطقة، هدفها تشويه صورة حزب الله امام شعوب المنطقة"، مؤكدا أنه "ليس معنيا بتقديم أدلة على براءته من هذه التهم"، مشيرا إلى أن الطرف الآخر "مطلوب منه تقديم أدلته على هذه الاتهامات".الاهتمام الأميركي يجعلنا نقطع بأننا في الموقع والجبهة والمعركة والمحور الصحيح، وأن من يجد نفسه في جبهة الأميركي والإسرائيلي فليعد النظر في موقفه ودوره.واعتبر نصرالله أن "الاهتمام هو اعتراف اميركي بدورنا وتأثيرنا واعتراف اميركي بأن حزب الله يلعب دورا إقليميا"، مؤكدا أن الحزب هو "جزء من جبهة ومحور يقاتل ضد مشاريع إسرائيلية وأميركية في المنطقة".وأعرب نصرالله عن تفهمه للمواقف والإجراءات الأميركية، معتبرا أنها تأتي بسبب "عداء الحزب لأميركا وإسرائيل" وأن الحزب "في حالة مواجهة" مع أميركا وإسرائيل.
International
نصرالله: سنرد في الزمان والمكان والطريقة المناسبة
22 ديسمبر 2015