مدرستان في التسويق الأولى تصنع السلعة ثم تروج لها.. الثانية تدرس المجتمع وتصنع احتياجه
افتتح خبير التدريب الدولي المعروف الدكتور لؤي الخاجة "برنامج صناع القرار الاقتصادي" في دورته الخامسة هذا العام بورشة عمل مميزة حملت عنوان "تأثير التسويق على زيادة المبيعات"، وأكد الخاجة أن بعض الشركات العالمية تخصص بما يقارب 60% من عائدها كميزانية للتسويق فقط، في حين أن الغالبية العظمى منها لا تقل مخصصاتها للتسويق عن 20% في أسوأ الظروف، وهو ما يعكس أهمية التسويق في العمل التجاري، مثنيا على اختيار الجمعية لمحور "التسويق" كعنوان لبرنامج صناع القرار الاقتصادي في دورته الخامسة، وأهميته في دعم ريادة الأعمال وتطوير عمل الشركات الصغيرة والمتناهية الصغر.
من جهته أكد سعادة النائب أحمد صباح السلوم رئيس جمعية البحرين لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أنه تم الاستعانة ببعض الخبرات العملية في هذا المجال ليكون البرنامج أقرب إلى "وجبة دسمة" تشمل كل ما يتعلق بأساليب التسويق وخبراته العلمية والعملية في طبق شهي يشتمل على أكثر من 32 محاضرة وورشة عمل، وهو عدد قياسي لورش العمل والمحاضرات على مدار تاريخ البرنامج في دوراته السابقة.
وأضاف السلوم قائلا "تم استطلاع الرأي حول محور البرنامج، تم استطلاع رأي مماثل حول أفضل الدول العربية التي عرف عنها قوة "مدارس التسويق" وبراعة خبراء التسويق فتم استقطابهم بنجاح ، جنبا إلى جنب مع خبراء التسويق والسوشيال ميديا في البحرين المشهود لهم بالكفاءة والخبرة والمعرفة، كما سيتم استضافة نخبة من المحاضرين المتميزين على أعلى مستوى من الكفاءة الأكاديمية والخبرات العملية منهم خبير التدريب والاستشارات المعروف الدكتور لؤي الخاجة".
وقد تناولت المحاضرة العديد من المحاور التي تمت مناقشتها مع الحضور وأهمها كيف تعرف أهدافك ورغبتك؟، كيف تعرف عملائك؟، كيف تقوم بعمل إبداعي في التسويق؟ و كيف تبيع ؟.. وتطرق الدكتور الخاجة في محاضرته لنقاشات تبادلية مع الجمهور تضمنتها أسئلة لإكتشاف التوجهات والميول لأصحاب المشاريع، مؤكدا على أهمية التعلم الدائم لمرتادي الأعمال ونظرتهم الإيجابية وكيفية محاولتهم لخلق الفرص وتوافر عقلية متمكنة من تحدي الصعاب.
كما فصل بين مدرستين في التسويق الأولى تقوم على ابتكار أو تصنيع السلعة أو الخدمة ومن ثم الترويج والدعاية لها وتقديمها للمجتمع، والثانية تقوم على دراسة المجتمع نفسه واحتياجاته ومدى اهتمامه بوجود سلعة أو خدمة معينة، ومن ثم تصميم وإنتاج هذه السلعة أو الخدمة وفقا لاحتياجات المجتمع المبنية على البحوث والدراسات وفي هذه الحالة سيتحول المجتمع نفسه إلى "مسوق للسلعة" وداعيا لها، وقال أنه شخصيا من مؤيدي المدرسة الثانية في التسويق التي تقوم على دراسة احتياجات المجتمع أولا.
وقدم الدكتور لؤي الخاجة رؤيته حول كيف للتدرج الوظيفي أن يسهم في مساعدة رواد الأعمال لتحديد خريطته المناسبة للوصول لأعلى المراحل في عمله مستقبلا، مشيرا إلى رحلة النجاح التي تبدأ غالبا بتحمل التكاليف ثم التوازن ثم جمع المال ثم زيادة الأموال بشكل كبير للناجحين من رجال وسيدات الأعمال، وأوضح أن في المرحلة النهائية لرحلة حياة رجل الأعمال الناجح غالبا من تتغير رؤيته للحياة نفسها ويهتم بالأعمال الخيرية والإنسانية ومساعدة الآخرين حتى يصل الأمر لبعضهم إلى التبرع بثروته كاملة لمؤسسات خيرية وإنسانية وإغاثية.
وفصل دكتور لؤي خلال المحاضرة معنى التسويق وأبرز معناه لغويا واصطلاحا بأنه التثقيف والتعليم بشكل مستمر، وقال أن أفكار المشروعات الصغيرة تبدأ بحلول لمشاكل قائمة في السوق سواء إيقاف هذه المشكلة أو إصلاحها، وهذه المشاكل تحتاج لحلول لذلك يأتي دور التسويق في معرفة ودراسة الزبائن والتركيز على عمل البحوث عن العملاء.
وفي الختام أكد الخاجة أن الطريقة التي نقيس بها نجاح تسويقنا هي العوائد المالية وشدد على أهم النقاط في التسويق التي كانت من ضمنها التذكير الدائم للعميل والأفكار الابداعية في التسويق.