كلمات رددها جدّ الصغيرة ريم علي الفلسطينية حين كان يودعها الوداع الأخير، لتنال تعاطف مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، ريم التي ماتت جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي لبيتها في قطاع غزة، هذا القصف الآثم الذي لم يسلم منه الحجر أو البشر.
يحتضن العم أبو ضياء حفيدته ريم ويضم وجهَها الصغير إلى لحيته التي غزاها الشيب، واستدار عليها الزمان، يُقبل عينيها ويداعبها وكأنها على قيد الحياة، وما بينهما سادت السكينة على مشاعره في اللقطة الوداعية المؤثرة، التي لم ترسمها الخيالات بقدر ما جسدها الواقع المرير في غزة.
لم تقتل ريم وحدها، بل استشهد أيضاً شقيقها الأصغر طارق، والآلاف من الأطفال الذين قضوا نحِبَهم بسبب هذه المعركة الآثمة والإبادة الجماعية لغزة، والموت الذي أصبح في الطرقات كإشارات السير يعلن قوانينه بالثواني ويحصد الأرواح.
قصة من بين آلاف القصص التي نتابعها كل يوم بحرقة كبيرة، عن الرعب والدمار الذي تشهده هذه المدينة الكبيرة بمقاومتها التي تؤرق الاحتلال في كل مرة، عن أشلاء الأطفال وأحلامهم التي تنبع من واقعهم الذي تصدوا له بكل قوة، لا يتمنون الكثير، يتمنون فقط حياة بدون حرب، وآخرون منهم يحلمون بلقاء أصدقائهم وبعض أفراد عائلاتهم الذين فرقتهم الحرب، ولم يعد يجمعهم سوى صور غطّاها الغبار، تحيي أمجاد أيام الأمن والأمان، ونقف نحن العاجزين عن تقديم ما هو أقل من هذه الحروف العارية.. لم أشعر بعجز عن الكتابة مثلما شعرت به اليوم، ولم أكن لأكتب، لولا أن بياض الورق في كل مرة يناديني على استحياء لأضرب بقلمي بين أسطرة، فتنفجر الكلمات المخبأة بين أروقة القلب اثنا عشر جرحاً لا يندمل.
أكتب الآن وآمل أن يصل صوتي إلى كل الأطفال في غزة، وأعتذر عن التأخير ولكنكم تعلمون أن الضجيج في السماء كان يمنع رسائلي من الوصول في كل مرة، عذراً لكم ولكل الأطفال الذين عجزنا عن فعل شيء لأجلهم سوى الكلام، عذراً فأنتم الأحياء الصامدون وسط الحروب ونحن الأموات على قيد الحياة، عذراً لانتظاركم طويلاً، عذراً لأننا نعلم أن الاعتذار ما عاد يُجدي نفعاً ولن يغير شيئاً، عذراً لأننا لا نملك ما نقدمه سوى كتاباتٍ على الورق.
ليتنا نستطيع أن نسرق فرحة ونهديها لطفلٍ بائس مزقت ضحكته الحروب، نسرق بريق الأمل ونمنحه للبؤساء.. نسرق آلات الحرب وندمرها بعيداً، ليعم السلام والأمان وتعود حياتنا لطبيعتها التي أصبح الهدوء فيها خيانة للضجيج هناك.
يحتضن العم أبو ضياء حفيدته ريم ويضم وجهَها الصغير إلى لحيته التي غزاها الشيب، واستدار عليها الزمان، يُقبل عينيها ويداعبها وكأنها على قيد الحياة، وما بينهما سادت السكينة على مشاعره في اللقطة الوداعية المؤثرة، التي لم ترسمها الخيالات بقدر ما جسدها الواقع المرير في غزة.
لم تقتل ريم وحدها، بل استشهد أيضاً شقيقها الأصغر طارق، والآلاف من الأطفال الذين قضوا نحِبَهم بسبب هذه المعركة الآثمة والإبادة الجماعية لغزة، والموت الذي أصبح في الطرقات كإشارات السير يعلن قوانينه بالثواني ويحصد الأرواح.
قصة من بين آلاف القصص التي نتابعها كل يوم بحرقة كبيرة، عن الرعب والدمار الذي تشهده هذه المدينة الكبيرة بمقاومتها التي تؤرق الاحتلال في كل مرة، عن أشلاء الأطفال وأحلامهم التي تنبع من واقعهم الذي تصدوا له بكل قوة، لا يتمنون الكثير، يتمنون فقط حياة بدون حرب، وآخرون منهم يحلمون بلقاء أصدقائهم وبعض أفراد عائلاتهم الذين فرقتهم الحرب، ولم يعد يجمعهم سوى صور غطّاها الغبار، تحيي أمجاد أيام الأمن والأمان، ونقف نحن العاجزين عن تقديم ما هو أقل من هذه الحروف العارية.. لم أشعر بعجز عن الكتابة مثلما شعرت به اليوم، ولم أكن لأكتب، لولا أن بياض الورق في كل مرة يناديني على استحياء لأضرب بقلمي بين أسطرة، فتنفجر الكلمات المخبأة بين أروقة القلب اثنا عشر جرحاً لا يندمل.
أكتب الآن وآمل أن يصل صوتي إلى كل الأطفال في غزة، وأعتذر عن التأخير ولكنكم تعلمون أن الضجيج في السماء كان يمنع رسائلي من الوصول في كل مرة، عذراً لكم ولكل الأطفال الذين عجزنا عن فعل شيء لأجلهم سوى الكلام، عذراً فأنتم الأحياء الصامدون وسط الحروب ونحن الأموات على قيد الحياة، عذراً لانتظاركم طويلاً، عذراً لأننا نعلم أن الاعتذار ما عاد يُجدي نفعاً ولن يغير شيئاً، عذراً لأننا لا نملك ما نقدمه سوى كتاباتٍ على الورق.
ليتنا نستطيع أن نسرق فرحة ونهديها لطفلٍ بائس مزقت ضحكته الحروب، نسرق بريق الأمل ونمنحه للبؤساء.. نسرق آلات الحرب وندمرها بعيداً، ليعم السلام والأمان وتعود حياتنا لطبيعتها التي أصبح الهدوء فيها خيانة للضجيج هناك.