عديدة هي المعارك التي فتحها حزب الله على نفسه، وترجمها بشكل واضح أمينه العام حسن نصرالله في خطاباته الأخيرة، التي لوح فيها مهدداً إسرائيل برد موجع على اغتيال سمير القنطار، أو مطالباً المصارف في لبنان بعدم الرد على العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على التعامل معه سواء مباشرة أو غير مباشرة، لا سيما وأن القرار الصادر عن الكونغرس الأميركي استهدف تحديداً المصارف والمؤسسات المالية التي تقوم بمعاملات معه أو تبيّض أموالاً لمصلحته.إذن بعد الحرب التي فتحها في سوريا والتهديد العالي النبرة بالرد على جرائم إسرائيل، حتى وصوله إلى نيجيريا تضامناً مع رجل دين ومجموعة من الناس لا أحد من اللبنانيين يعرف شيئاً أو ربما سمع بهم سابقاً، لا يمكن لأحد أن يدرك إن كان "الخلاف" سيقع فعلاً بين الحزب والمصارف في لبنان.فقد نقلت صحيفة "النهار" أن وفداً من جمعية مصارف لبنان برئاسة رئيس الجمعية جوزف طربيه سيزور واشنطن ونيويورك في الأسبوع الأخير يناير المقبل.وهذه الزيارة التي كانت مقررة سابقاً وتأجلت إلى مطلع السنة الجديدة تترافق مع صدور القانون الأميركي الذي فرض عقوبات على "حزب الله"، ستتيح للوفد أن يشرح وضع القطاع المصرفي في لبنان ويجدد التزام المصارف اللبنانية القوانين والمعايير الدولية. وقالت مصادر مصرفية مشاركة في الوفد إن لا مشكلة لدى القطاع مع السلطات الأميركية التي تتابع عن كثب التزام لبنان القوانين الدولية وتقيده بها، ولكن مع صدور القانون الأخير لا بد من إعادة تأكيد هذا الالتزام.وكشفت أن اللقاءات في واشنطن ستشمل المسؤولين في وزارة الخزانة الأميركية والخارجية فضلا عن عدد من أعضاء الكونغرس الذين شاركوا في وضع القانون. أما في نيويورك فستكون للوفد لقاءات مع ممثلي المصارف المراسلة. وأكدت مصادر مصرفية أن الزيارة ليست رداً على الرسالة القاسية التي وجهها إلى المصارف الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بعدم الانصياع للإرادة الأميركية، لكنها تعتبرها تحركاً استباقياً منعاً لأي ارتدادات سلبية عليها، ذلك أن المصارف التي تخضع أساسا لقانون النقد والتسليف وللسلطة النقدية المستقلة التي يمثلها مصرف لبنان لا يمكنها الخروج عن القوانين الدولية التي تخرجها من النظام المالي العالمي.ضائقة مالية في حزب اللهكما أشارت الصحيفة إلى أن الحزب لم يسدّد المتوجبات المفروضة عليه لشهر نوفمبر كاملة، بل دفعات على الحساب، وكذا الحال في آخر ديسمبر الجاري، واعداً بالتعويض مطلع السنة الجديدة. واذ يتكتم الحزب على الموضوع، تحدثت مصادر عن معاناته ضائقة مالية وخصوصاً مع تراجع المال الآتي من العراق، وازدياد الأعباء، واستنفاد موازنة 2015، لكنه حتماً سيدفع كل المتأخرات مطلع 2016.إلى ذلك، لفتت إلى أن تجاراً لبنانيين كباراً في نيجيريا بعثوا برسالة استياء من كلام نصرالله عن الأوضاع في نيجيريا، بعدما تلقّوا بدورهم اعتراضاً من المسؤولين هناك، وتمنّوا عدم التدخل في شؤون البلاد لان ذلك يلحق ضرراً بالغاً بهم وبمصالحهم، خصوصاً ان أكثرهم من الطائفة الشيعية.