رغم أن اتفاق الهدنة لإخلاء الجرحى من الزبداني والفوعة وكفريا ظاهره الرحمة إلا أن باطن كل ذلك العذاب ونار الطائفية الذي جاء بحجة هدنة الزبداني- كفريا – الفوعة وبرعاية الأمم المتحدة.ويبرز الاتفاق قصور دور الأمم المتحدة في إيجاد حل للأزمة في سوريا لكن وعبر لعب دور الوسيط بساهم بإذكاء النار التي تغذت على على حطب الطائفية وعلى مدى نصف عقد من الزمان ، في ظل عجزها عن استصدار أي أي قرار عبر مجلس الأمن لوقف طبول الحرب الطائفية.ولكن هل يعني هذا أن الأمم المتحدة أصبحت تؤمن بسياسية الأمر الواقع وأنها لا تملك خيارا سوى التقسيم الطائفي والعرقي في سوريا الذي بات أمرا لا مفر منه خاصة في ظل استعصاء كافة الحلول السياسية والعسكرية.فقد قضى الاتفاق بإخراج الجرحى من الزبداني بريف دمشق ممن ينتمون إلى الطائفة السنية إلى تركيا، بينما يتم نقل المصابين من الفوعة وكفريا ممن هم من الطائفة الشيعية إلى لبنان.وفي مقابلة مع رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا برر الهدنة إلى عجز الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية عن التدخل في الزبداني والفوعة وكفريا والتي حولها النظام وميليشيات حزب الله والحرس الثوري الإيراني إلى معسكرات مذهبية مشير إلى أن وأشار إلى أن الحاجة العسكرية والإنسانية دفعت بالفصائل المسلحة من المعارضة السورية بقبول مثل هذه الهدنة تلبية لتحقيق الأهداف الإنسانية.وأضاف صبرا أنه كان هناك خطة أيضا لعملية إحلال طائفية تقضي بنقل سكان الفوعة وكفريا نحو الزبداني كجزء من الحقن الطائفي المذهبي الذي تعكف إيران على العمل عليه في المنطقة في مسعاه من أجل ما يسمى بـ"سوريا المفيدة" التي لم تعد سرا وبتواطؤ من قبل الطيران الروسي لتنفيذ هذه الخطة.تقي: عملية كارثية للغايةويرى سمير تقي مدير مركز الشرق للدراسات أن هناك عملية تطهير عرقي لمناطق معينة في سوريا لصالح طرف دون آخر، وهي كارثية للغاية من حيث المضمون الوطني."وأضاف في حديث لسكاي نيوز عربية أن هناك مخاطر جدية من تسلمي الحدود السورية مع لبنانية بأن تصبح ذات طبيعة طائفية، مما ينعكس سلبا على خارطة توازنات القوى في سوريا وحتى على استقلال لبنان."وكان قد توصل النظام السوري لاتفاق مع جماعات المعارضة المسلحة في يوليو الماضي يقضي بوقف العمليات العسكرية في الزبداني والفوعة وكفريا في إدلب، وإخراج المصابين إلى تلك المناطق، وفق التسوية بين الطرفين.وليست تلك بالمرة الأولى التي ترعى الأمم المتحدة وقفا لإطلاق النار في سوريا بتلك البنود "الطائفية" فقد رعت المنظمة الدولية هدنة في السابق في حي الوعر المحاصر في حمص وقبلها في المعضمية التي لوحق كل من فروا منه من قبل السلطات وأذرعها من ميليشيات مذهبية.وتضمن الاتفاق أيضا إفراغ حي الوعر من مسلحي المعارضة وعائلاتهم، وفي المقابل حلت محل الفصائل المسلحة الميليشيات الإيرانية والعراقية والأفغانية، الأمر الذي جعل من حي ساحة مستباحة للقوات الحكومية ومن والاها.وتتهم جماعات معارضة سورية النظام السوري باتباع سياسة الحصار لأحياء سورية والزج بها في كارثة إنسانية تدفع من أجل إفراغها من أهلها بإجلائهم وإحلال الطوائف البديلة مكانها تحت مسمى هدنات إنسانية وبرعاية وسيط دولي.وما جرى في سوريا من هدنات إنسانية، تم انتهاجه أيضا في العراق ما بعد إطاحة نظام حسين حيث افرزت الأمم المتحدة كانتونات طائفية سواء في العاصمة بغداد أو حتى على امتداد المحافظات العراقية شمالا وجنوبا التي تخوض حربا في رحلة البحث عن كونفدراليات مذهبية وعرقية.
International
هدنة الزبداني.. رائحة التطهير المذهبي برعاية أممية
28 ديسمبر 2015