بعد زيارته المنطقة للمرة الأولى منذ تعيينه، أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، الأحد، أن مكتبه "سيكثف جهوده للمضي قدماً في تحقيقاته" في الأراضي الفلسطينية.
وزار خان مسؤولين فلسطينيين في رام الله، بينهم الرئيس محمود عباس. وقال عن الحرب في غزة إن القتال في "المناطق المكتظة بالسكان، حيث يتواجد المقاتلون بشكل غير قانوني بين السكان المدنيين، هو أمر معقد بطبيعته، لكن المساعدات الإنسانية الدولية يجب أن تتواصل، والجيش الإسرائيلي يعرف القانون الذي يجب تطبيقه"، وفق أسوشييتد برس.
هجمات المستوطنين
كما أضاف في بيان مكتوب صدر بعد زيارته، أن إسرائيل "قامت بتدريب محامين يقدمون المشورة للقادة ونظام قوي يهدف إلى ضمان الامتثال للقانون الإنساني الدولي. ويجب أن تخضع الادعاءات الموثوقة بارتكاب جرائم خلال الصراع الحالي للفحص والتحقيق المستقل وفي الوقت المناسب".
كذلك أعرب عن "قلقه العميق" إزاء "الزيادة الكبيرة في حوادث هجمات المستوطنين الإسرائيليين ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية"، مشدداً على أنه "لا يمكن لأي إسرائيلي مسلح بأيديولوجية متطرفة وبندقية أن يشعر بأنه قادر على التصرف بهذه الطريقة، والإفلات من العقاب مما ارتكبه بحق المدنيين الفلسطينيين".
"أدلة موضوعية"
ودعا خان إلى الوقف الفوري لمثل هذه الهجمات، مؤكداً أن مكتبه "يواصل التحقيق في هذه الحوادث بتركيز ومثابرة".
كما أشار إلى أنه سيسعى إلى العمل مع "جميع الجهات الفاعلة" في الصراع "لضمان أنه عندما يتخذ مكتبي إجراء، يتم ذلك بناء على أدلة موضوعية يمكن التحقق منها والتي يمكن أن تخضع للمراجعة في قاعة المحكمة والتأكد من أنه عندما نفعل ذلك يكون لدينا احتمال واقعي للإدانة".
في المقابل قال خان في بيانه إنه شاهد "صوراً للوحشية في مواقع هجمات 7 أكتوبر".
كما أضاف أن "الهجمات ضد المدنيين الإسرائيليين الأبرياء في 7 أكتوبر تمثل بعضاً من أخطر الجرائم الدولية التي تهز ضمير الإنسانية، وهي جرائم أنشئت المحكمة الجنائية الدولية للتصدي لها"، مردفاً أنه والمدعين العامين التابعين له يعملون "على محاسبة هؤلاء الأشخاص".
وكانت جماعات حقوق إنسان فلسطينية رفضت أمس السبت، الاجتماع مع المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، متهمة إياه بالتعامل بشكل غير متكافئ مع اتهامات متبادلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بانتهاك حقوق الإنسان.
آلاف القتلى
يذكر أن حماس شنت في السابع من أكتوبر هجوماً مباغتاً تسلل خلاله عناصرها إلى قواعد عسكرية إسرائيلية عبر السياج الفاصل، وهاجموا مستوطنات حدودية في غلاف غزة، أدى حسب إسرائيل إلى مقتل نحو 1200 شخص.
فيما ترد إسرائيل منذ ذلك الحين بقصف مكثف على القطاع وعملية برية بوشرت في 27 أكتوبر، ما أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 15 ألفا، معظمهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة في غزة.