| حنان الخلفان |
أعزائي المدراء وقادة فرق العمل، يا ترى كم من الأعداد التي ستصاب بالإحباط بسبب طريقة تقييمكم لهم ومن بيئة العمل التي أسأتم إليها، وكم منهم سيواصل الأداء المرتفع دون أن يكترث بتقييمكم، وكم منهم سيتحول من مجد ومجتهد إلى متكاسل وغير آبه بالعمل والإنتاجية؟
عزيزي المسؤول هل تعلم أن الله وفقك في هذا المنصب لخدمة ومصلحة الوطن ولتسيير الحياة المهنية ولتقدير العاملين تحت قيادتك بمقابل أن تتكفل برعايتهم ليصبحوا قادة ومدراء في المستقبل، فالقيادة لها سمات أهمها أن تكون واثقاً لا مغروراً، وقوياً دون بلطجة، وجريئاً دون وقاحة، ولطيفاً دون ضعف.
فاحترام فريق عملك والثناء عليهم وتقدير جهودهم وعدم شعورهم بأن المحسن والمسيء سواسية لديك هي من أهم صفات القائد الناجح، ودعمك لتطويرهم وتحسين أدائهم وزيادة إنتاجيتهم هو ما يضمن لهم الارتباط والأمن الوظيفي عند العمل معك، فأنت من تحفز موظفيك لتخرج أفضل ما لديهم.
ففي نهاية الأمر يجب أن تقتنع أنك رأس العملية الإدارية ورمانة الميزان لنجاح إدارتك من عدمها، فمهما كانت بيئة العمل صحية ومهما امتلكت من موظفين أكفاء فمن غير المستبعد أن يتحول ذلك الموظف المجد إلى كسول بسبب تقييم غير عادل، وهو كفيل بتلويث الإدارة التي تقودها وتحويلها إلى بيئة طاردة للكفاءات، والمحصلة ستكون بمثابة الكارثة التي تصيب العمل وجودة المهام، وخلاصة الأمر صراعات وتشتت بين الموظفين، في حين أن الأمر أسهل من ذلك بكثير فالأسلوب الليّن والحديث اللبق والعبارات التشجيعية تزيد من كفاءتهم وتعمل على تقوية الروابط المهنية وتعزز من الولاء الوظيفي.
ختاماً قال رسول الله عليه الصلاة و السلام «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته» فالرجل راعٍ في أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، والولد راعٍ في مال أبيه والخادم راعٍ في مال سيده، حتى المدير أو الرئيس راعٍ ومسؤول عن موظفيه، وما دفعني إلى كتابة هذا المقال إلا بعد أن تواصل معي العديد من الموظفين خاصة مع اقتراب نهاية العام والذي بدأت من خلاله الإدارات والأقسام في المؤسسات الحكومية والخاصة بتقييم موظفيها عن طريق تقييم الإدارة للأداء الوظيفي والذي نص عليه جهاز الخدمة المدنية.