سكاي نيوز عربية
اعتبر الهلال الأحمر الفلسطيني، أن مشهد التدافع والتزاحم الكبير حول شاحنات المساعدات الإنسانية التي دخلت إلى غزة، الأحد، "يعكس حجم المأساة" التي يعيشها نحو 2.5 مليون مواطن داخل القطاع المُحاصر، والذي يئن تحت وطأة أزمة صحية وإنسانية فادحة.

وشهدت عملية توزيع المساعدات في قطاع غزة، تزاحُماً وتدافعاً كبيراً للسكان في ظل شحّ المواد الأساسية وتحذيرات وكالة الأونروا من خطر انهيار النظام المدني في غزة، وفي ظل ارتفاع مستويات الجوع.

وقال الناطق باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، عبد الجليل حنجل، في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن مشهد تدافع النازحين على شاحنات المساعدات الإنسانية "أمر متكرر ويومي، وبطبيعة الحال عندما يدخل 10 بالمئة فقط من احتياجات قطاع غزة من المساعدات الإنسانية، فمهما حدث أمر طبيعي في ظل الوضع الإنساني المتدهور، حيث يتجه الأهالي بصورة كبيرة نحو هذه الشاحنات للحصول على احتياجاتهم".

ويعكس مشهد التدافع تجاه الشاحنات الإنسانية لحظة عبورها إلى الجانب الفلسطيني من معبر رفح، الفجوة العميقة بين الاحتياجات الفعلية للقطاع والكميات التي تصل إليهم بشكل يومي.

4367 شاحنة

وحدد الناطق باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، تفاصيل عملية توزيع المساعدات الإنسانية داخل قطاع غزة في عدد من النقاط:

* نقوم باستلام الشاحنات من الهلال الأحمر المصري عبر معبر رفح البري، والتوقيع عليها وتسليمها للوكالات الأممية المختلفة، ونحصل على حصة من هذه الشاحنات لتوزيعها على المقار التابعة لنا والتي يوجد بها الكثير من النازحين والمرضى.

* هذا هو دورنا الأساسي باستلام الشاحنات على المعبر، وتكون هناك حصة للهلال الأحمر الفلسطيني نقوم بتوصيلها لمؤسساتنا والنازحين داخلها.

* انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت خلال الأيام الماضية، أدى إلى تأخير هذه العملية بشكل عام.

* لدينا حالياً 14 ألف نازح في منطقة خان يونس بمقر الجمعية ومستشفى الأمل ونقوم بتوصيل هذه المساعدات لهؤلاء النازحين أو الموجودين في مقرات ومؤسسات الجمعية.

ووفق البيانات الرسمية للهلال الأحمر الفلسطيني، فمنذ 21 أكتوبر الماضي وحتى السبت الماضي، جرى إدخال 4367 شاحنة مساعدات عبر معبر رفح إلى قطاع غزة، 60 بالمئة منها للهلال الأحمر الفلسطيني.

وتحتوي هذه الشاحنات على 49 بالمئة مساعدات غذائية، و11.7 بالمئة أدوية ومستلزمات طبية، و20.3 بالمئة مساعدات أغاثية، و19 بالمئة مياه صالحة للشرب.

ويقوم الهلال الأحمر الفلسطيني بتسليم تلك المساعدات لوزارة التنمية الاجتماعية الفلسطينية، ومؤسسات الأمم المتحدة؛ لتوزيعها على النازحين بمراكز الإيواء.

حصار ومخاوف

وفي أعقاب اندلاع الحرب مع حماس في السابع من أكتوبر الماضي، شددت إسرائيل حصارها على القطاع، وقطعت إمدادات المياه والكهرباء والوقود والغذاء.

وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن الظروف في القطاع "تتدهور إلى كارثة ذات آثار محتملة لا رجعة فيها"، في ظل شحّ كميات المساعدات التي يُسمح لها بالدخول عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.

كما حذرت الأمم المتحدة من انتشار الجوع في القطاع، وأن الناس يكافحون من أجل العثور على المياه النظيفة والطعام، وأن عشرات الآلاف من الأشخاص يبيتون في الهواء الطلق.

وذكرت وكالة الأونروا، أن التصعيد للأعمال العسكرية في غزة زاد من تأزيم وتفاقم الوضع الإنساني للفلسطينيين، في حين ساهم تقلص عدد شاحنات المساعدات الإنسانية في تعميق المأساة.

وسبق أن دافعت إسرائيل عن سياستها للسماح بدخول المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة بعد انتقادات حادة بشأن تعاملها مع أزمة إنسانية متزايدة بسبب الحرب التي دخلت شهرها الثالث.

وأكدت هيئة وزارة الدفاع الإسرائيلية المسؤولة عن الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية (كوغات)، بذل ما في وسعها لدخول المساعدات.

وقالت الهيئة: "نسمح بدخول مئات الشاحنات إلى غزة، إنها مجرد مسألة لوجستية، وما يمكن للأمم المتحدة أن تحصل عليه وتوزعه داخل غزة".