بسمة عبدالله محمد
من الخطوات المهمة والرائدة التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم تخصيص حصصاً أسبوعية لتعليم وتلاوة القرآن الكريم للمراحل الدراسية الأولى للعناية بلغتنا العربية والارتقاء بمستوى الطلاب وتحبيبهم في لغتهم العربية من خلال تعليم وتلاوة القرآن الكريم الذي يعتبر بلاشك أفضل السبل وأهمها لتعزيز مهارات إتقان اللغة لدى الطالب نظراً للارتباط الوثيق بين اللغة والقرآن الكريم (إنّا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون).
حيث يعتبر القرآن الكريم أساساً قوياً ومصدراً ثرياً عندما نتخذه وسيلة تعليمية وخصوصاً في المراحل الدراسية الأولى والتي تعتبر من أهم المراحل التأسيسية التي يتعلم فيها الطالب القراءة والكتابة، وكون القرآن الكريم مصدراً زاخراً بكلماته، ومفرداته، وجمله وأساليبه البلاغية المعجزة، فإنه يقوي لدى الطالب قواعد وضوابط نطق الحروف الأبجدية وصفاتها وإخراجها من مخارجها الصحيحة، لما له أبلغ الأثر في تحسين وإتقان مهارة القراءة لدى الطالب، ناهيك على ما تضفيه تلاوة القرآن الكريم بشكل دائم ومستمر على تقويم شخصية الطالب، فقراءة القرآن تساعد على تقويم اللسان وتقويم السلوك وتنمّي العقل وتربي النفوس على حب العلم والتعلم، باعتبار القرآن هو الكتاب الذي أُنزل من السماء، وأول ما أمر به خالق السماء في كتابه الكريم الذي أنزله على رسوله الأمي الأمين هي القراءة «اقرأ باسم ربك الذي خلق «1»» فإذا لم نتخذه أصلاً ومصدراً للعلم فأي الكتب نتخذ!
كلمة أخيرة..
على الرغم مما تتميز به لغة «الضاد» عن غيرها من اللغات من قوة بيان وتنوع مفردات وعذوبة وجمال معانيها إلا أننا نأسف بأن اللغة العربية غير مقدّرة عالمياً، وأن غيرها من اللغات الأجنبية تحظى بأهمية وشهرة عالميتين أكثر منها، فما هو السبب؟ هل لأن أهل اللغة تخلوا عنها نتيجة لقلة وعيهم بأهميتها ومكانتها الدينية والإسلامية وأصبحت اللغات الأجنبية هي الأقدر والأجدر في نظرهم وتجلب الهيبة والاحترام لصاحبها فعكفوا على تعلمها، بل والبعض يستخدمها كلغة بديلة عن اللغة الأم بعكس الشعوب الأخرى التي تعتز بلغتها وتضعها في المراتب الأولى، فهذا شيء يندى له الجبين ويحزن القلب عندما نرى ضعف إتقان أشرف اللغات وأسماها واندثارها بين الأجيال الجديدة. وهنا علينا أن نفكر كيف ننشر الوعي بأهمية اللغة العربية لنعيد مكانتها من جديد؟