عائشة البوعينين - مدرب تربوي وكوتش اختصاصي - سعادة ومرشد أسري


عندما يمر موقف ما أو حدث معين، نتساءل نحن الكبار عن كيفية تفكير أبنائنا تجاه ذلك الموقف؛ لهذا يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن الأفراد من حولنا يختلفون في نمط تفكيرهم، فمنهم من يفكر بالموقف بأسلوب عقلاني فيقوم بتحليل المعلومات وتوظيف المنطق ويربط الأحداث بعضها ببعض، ومنهم من يتميز بالتفكير الإبداعي فيتعامل مع المواقف بطرق غير اعتيادية فيبتكر حلولاً إبداعية.

والكثير من الأبناء خصوصاً البنات يتميزن بالتفكير العاطفي فيركزن على مشاعرهن وعواطفهن، فالحساسية عالية لديهن تجاه أي موقف مما يجعلهن قادرات على التعاطف مع الآخرين بشكل أفضل من خلال تفهم احتياجات من حولهن.

أما نمط التفكير الاجتماعي فيجعل الأبناء متميزين بالقدرة على تكوين علاقات والتفاعل مع من حولهم بصورة جيدة، وبذلك تصبح دائرة علاقاتهم وصداقاتهم كبيرة.

على الرغم من تنوع أنماط التفكير لدى الأبناء ليس بالضرورة أن يفكر الأبناء بأسلوب واحد فقط وقد يتبنى الابن أنماطاً مختلفة للتفكير وهذا يرجع بشكل أساسي إلى نوعية البيئة التي يعيش فيها الابن والكيفية التي يتطور بها تفكيره من خلال التجارب التي يعايشها في حياته، فكلما توفرت البيئة المحفزة والداعمة لتطوير قدرات التفكير نتج عنها أبناء قادرون على فهم الواقع بشكل صحيح والتكيف مع متغيرات الحياة.

لابد أن نتذكر أن كل واحد من أبنائنا فريد من نوعه ولديه نمط تفكيره الخاص لكن هناك بعض المبادئ العامة التي تساعدنا على فهم كيفية تفكير أبنائنا.

ففي مرحلة الطفولة المبكرة يعتمد تفكير الابن بشكل أساسي على الحواس الخمس والتجارب الحسية ليستكشف العالم حوله فمن خلالها يتعلم عن طريق التجربة والخطأ فتتطور لديه المهارات الحركية والإدراكية.

ومع تقدم العمر تنمو قدرات التفكير لدى الابن فيتعلم كيف يضع نفسه مكان الآخرين ويفهم العلاقات السببية والنتائج فتتسع مخيلته ويصبح قادرًا على محاكاة الأفكار والأدوار.

وفي مرحلة النضج والبلوغ يصبح الابن أكثر قدرة على التفكير النقدي وتحليل الأفكار والمفاهيم المعقدة فتتشكل هويته الشخصية وتوجهاته الاجتماعية واهتماماته المختلفة مما يساهم بشكل إيجابي في تطوير المهارات الحياتية لديه مثل التخطيط واتخاذ القرارات وحل المشكلات.

من الضروري أن ندرك أن المحيط الذي يعيش فيه الأبناء يؤثر بشكل كبير على كيفية تفكيرهم، ومن المؤكد أن الأسرة والمدرسة والمجتمع يلعبون دوراً مهماً في حياتهم لهذا ينبغي أن نحرص على انتقاء من يخالطهم ويشاركهم أفكارهم وتجاربهم اليومية.

همسة أس

فهم كيفية تفكير الأبناء يتطلب من الوالدين القيام بدورهما معاً في حياة أبنائهما من خلال الحضور الفكري بالملاحظة والاستماع والتفاعل مع كل ما يدور حولهم وتفهم احتياجاتهم مما يجعل مهمة فهم تفكير الأبناء مهمةً سهلة وبذلك يقدمون الدعم المناسب لهم في رحلة التربية.