بدأ قطاع غزة العام الجديد تحت القصف، وأعلنت إسرائيل أن الحرب مع حركة حماس ستستمر "طيلة" العام 2024
تشهد غزة، الثلاثاء، يوماً جديداً من التصعيد والاقتتال، فيما توشك الحرب في القطاع على إتمام شهرها الثالث، بينما العنوان الأبرز هو المعاناة الإنسانية والأوضاع الكارثية، التي يعيشها الشعب الفلسطيني تحت وطأة القصف الإسرائيلي والنزوح ونقص الطعام والشراب والإمدادات الطبية. هذا ويواصل الوسطاء الدوليون جهودهم سعيا إلى وقف جديد لإطلاق النار.
وفي آخر التطورات، أفاد إعلام فلسطيني صباح اليوم بأن طائرات إسرائيلية شنت حزاما ناريا شرق خان يونس في جنوب قطاع غزة، من دون ذكر أي تفاصيل عن ضحايا. وقال إن غارات وُصفت بالعنيفة تستهدف المدينة التي حولت إسرائيل إليها جُل عمليتها البرية منذ انتهاء هدن متتالية استمرت لأسبوع واحد في نوفمبر الماضي.
وأضاف أن المدفعية الإسرائيلية قصفت أيضا مخيم المغازي وسط قطاع غزة، مشيراً أيضا إلى اشتباكات وصفها بالعنيفة بين مسلحين فلسطينيين وعناصر الجيش الإسرائيلي في منطقتي التفاح والدرج شمال شرقي مدينة غزة.
يأتي ذلك فيما قال تلفزيون فلسطين، اليوم الثلاثاء، إن زوارق حربية إسرائيلية تطلق قذائفها بكثافة باتجاه المحافظة الوسطى في قطاع غزة. ولم يذكر التلفزيون مزيداً من التفاصيل عن القصف الذي يأتي في مطلع اليوم 88 من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وبدأ قطاع غزة العام الجديد تحت القصف، وأعلنت إسرائيل أن الحرب مع حركة حماس ستستمر "طيلة" العام 2024.
وشهدت ليلة رأس سنة عمليات قصف متواصلة على القطاع المحاصر وهجمات صاروخية على تل أبيب.
ودعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، الاثنين، إلى عودة المستوطنين اليهود إلى قطاع غزة بعد انتهاء الحرب وإلى "تشجيع" السكان الفلسطينيين على الهجرة، غداة دعوة مماثلة صدرت عن وزير المال الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش.
وبعد حوالي ثلاثة أشهر على بدء الحرب التي اندلعت نتيجة الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، قال الناطق باسم الجيش الاسرائيلي، دانيال هاغاري، مساء الأحد، إن بعض جنود الاحتياط سيأخذون فترة استراحة من الحرب للاستعداد "لعمليات قتالية مطوّلة".
وأعلن وزير الدفاع يوآف غالانت، الذي زار جنوداً في قطاع غزة، الاثنين، أن سكان البلدات الأقرب إلى القطاع والذين نزحوا منذ هجوم 7 أكتوبر، سيتمكّنون من العودة "قريباً" إلى ديارهم.
واندلعت الحرب بعدما شنّت حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل في 7 أكتوبر أودى بحياة نحو 1140 شخصا معظمهم مدنيّون وفق حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى بيانات رسميّة.
وردّا على ذلك، تعهّدت إسرائيل بالقضاء على الحركة الفلسطينيّة، وهي تقصف بلا هوادة قطاع غزّة، حيث لا يزال هناك 129 أسيرا من بين حوالي 250 اختُطفوا في 7 أكتوبر من داخل إسرائيل.
وأسفر القصف الإسرائيلي على قطاع غزّة والذي يترافق منذ 27 أكتوبر مع عمليّات برّية، عن مقتل 21,978 شخصا على الأقلّ، معظمهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحّة في غزة، وهي أعلى حصيلة لأي عملية إسرائيلية حتى الآن.
وأفادت الوزارة بسقوط 57,697 جريحا منذ بدء الحرب، في وقت أصبح معظم مستشفيات غزة إما خارج الخدمة وإما متضرّرا ومكتظّا.
وأكدت الأمم المتحدة نزوح أكثر من 85% من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.
وتسبّبت الحرب بدمار هائل وكارثة إنسانية في القطاع الذي تهدد المجاعة سكانه وسط حصار مطبق تفرضه إسرائيل عليه منذ اندلاع النزاع.