للأسف، برزت فضيحة مدوّية في الأيام الأخيرة، مرتبطة بالملياردير الأمريكي جيفري إبستين الذي مات في زنزانته أو قُتل فيها وهو ينتظر محاكمته في قضايا اتجار بالبشر واستغلال الأطفال جنسياً والقيام بممارسات مريضة في جزيرة خاصة يمتلكها مع تورّط عشرات من المشاهير معه.
أقول للأسف، لأن أنظار العالم ومنهم شرائح كبيرة حتى في العالم العربي اتجهت لتركز على الوثائق التي كشفت فيها الأسماء، وتحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى منصات بحث وتحرٍّ وتقصٍّ، الكل يريد نشر المعلومات وكشف الأسماء وغيرها، باعتبار أنها «قضية إنسانية مروّعة ضحاياها أطفال وفتيات تم التغرير بهم وإجبارهم على ممارسة أبشع صور العبودية والجنس».
أقول للأسف، لأنهم يصفون ما فعله إبستين ومن معه بـ«جرائم إنسانية»، في الوقت الذي تحدث أمامنا وعلى امتداد ثلاثة شهور وأكثر «أبشع جريمة إنسانية على الإطلاق»، راح ضحيتها ما يزيد عن خمسةِ آلافِ طفل، مع إصابات لعشرات الآلاف، وفوق ذلك تخيلوا أن أطفالاً خدّجاً ولدوا قبل أوانهم يتم نقلهم من مستشفيات وتحت أجهزة موضوعين عليها، لأنهم سيتعرضون لقصف يقتلهم لا محالة.
نعم أتحدث عن أطفال غزّة الذين تحولوا لأكثر من استشهد من صغار السنّ كمجموع في حرب إبادة انتهكت كل أعراف الإنسانية، والمخجل أنها تحصل أمام العالم، وهذا العالم يتفرج، فقط يتفرج. والآن ينحرف النظر باتجاه قضية أخرى هي مرتبطة بانحلال أخلاقي لأثرياء منعمين ومشاهير قرروا أن يمارسوا طقوساً جنسية مريضة، والعالم بدأ يتحدث عنها ويتباكى بأنها «استغلال للطفولة واعتداء وحشي على الإنسانية»!
الآن الفضائل والمثاليات والدفاع عن حقوق الأطفال ومحاربة الاتجار في البشر سيعلو صوت مناصريها بشأن قضية إبستين، لكن بشأن أطفال غزة، فقط سيكتفي العالم بالتنديد والشجب والتباكي، وطبعاً إعلان التضامن وإبداء الغضب الذي سينحسر يوماً إثر يوم إلى أن تصبح المسألة عادية جداً.
لمن يريد أن يعرف أكثر عن الكارثة الإنسانية المروعة التي تهدد ما تبقى من أطفال غزة، فقط ابحث على الإنترنت عن البيان الصحفي لمنظمة اليونسيف يوم أمس، ولن أذكر أرقاماً وتفاصيل هنا لأنها تحتاج إلى صفحات لتتضمن كل «الهول والمعاناة والإرهاب» الذي يواجه هؤلاء الأبرياء، لكن اذهبوا واطلعوا على الأرقام المرعبة لتتأكدوا وعلى لسان «المنظمات الدولية» من أنّ ما يحصل اليوم في فلسطين المحتلة أكبر جريمة إنسانية تباركها وتدعمها وتحميها كبريات الدول التي تدعي أنها ضد الحروب ومع حقوق الإنسان وتناهض جرائم الحرب.
فوق العدد الكبير للشهداء الأطفال الذين لا ذنب لهم، هناك اليومَ أكثر من مليون طفل فلسطيني مهدد بالموت جوعاً، أو بالبرد أو بالأمراض، وقبل كل ذلك بالقصف الإجرامي الذي يستهدف المدارس والمستشفيات والملاجئ، هناك اليوم أطفال كتبت لهم النجاة لكن أهاليهم استشهدوا، هناك أطفال بُترت أعضاؤُهم، هناك أطفال لا أحد يمكنه ضمان بقائهم أحياء.
مشاهد وفيديوهات وصور كلها تدمي القلوب. هؤلاء الأطفال ما ذنبهم؟! وهل بالفعل العالم لا يكترث بهم، وبدأ يتباكى على أطفال إبستين!
كل هذا يحصل ويذكرنا بأكثر جملة وحشية وإجرامية قيلت بحق أطفال فلسطين، تلك التي قالتها رابع رئيسة وزراء إسرائيلية غولدا مائير: «أتمنى كل يوم أن أصحو ولا أجد طفلاً فلسطينياً واحداً حياً».
أقول للأسف، لأن أنظار العالم ومنهم شرائح كبيرة حتى في العالم العربي اتجهت لتركز على الوثائق التي كشفت فيها الأسماء، وتحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى منصات بحث وتحرٍّ وتقصٍّ، الكل يريد نشر المعلومات وكشف الأسماء وغيرها، باعتبار أنها «قضية إنسانية مروّعة ضحاياها أطفال وفتيات تم التغرير بهم وإجبارهم على ممارسة أبشع صور العبودية والجنس».
أقول للأسف، لأنهم يصفون ما فعله إبستين ومن معه بـ«جرائم إنسانية»، في الوقت الذي تحدث أمامنا وعلى امتداد ثلاثة شهور وأكثر «أبشع جريمة إنسانية على الإطلاق»، راح ضحيتها ما يزيد عن خمسةِ آلافِ طفل، مع إصابات لعشرات الآلاف، وفوق ذلك تخيلوا أن أطفالاً خدّجاً ولدوا قبل أوانهم يتم نقلهم من مستشفيات وتحت أجهزة موضوعين عليها، لأنهم سيتعرضون لقصف يقتلهم لا محالة.
نعم أتحدث عن أطفال غزّة الذين تحولوا لأكثر من استشهد من صغار السنّ كمجموع في حرب إبادة انتهكت كل أعراف الإنسانية، والمخجل أنها تحصل أمام العالم، وهذا العالم يتفرج، فقط يتفرج. والآن ينحرف النظر باتجاه قضية أخرى هي مرتبطة بانحلال أخلاقي لأثرياء منعمين ومشاهير قرروا أن يمارسوا طقوساً جنسية مريضة، والعالم بدأ يتحدث عنها ويتباكى بأنها «استغلال للطفولة واعتداء وحشي على الإنسانية»!
الآن الفضائل والمثاليات والدفاع عن حقوق الأطفال ومحاربة الاتجار في البشر سيعلو صوت مناصريها بشأن قضية إبستين، لكن بشأن أطفال غزة، فقط سيكتفي العالم بالتنديد والشجب والتباكي، وطبعاً إعلان التضامن وإبداء الغضب الذي سينحسر يوماً إثر يوم إلى أن تصبح المسألة عادية جداً.
لمن يريد أن يعرف أكثر عن الكارثة الإنسانية المروعة التي تهدد ما تبقى من أطفال غزة، فقط ابحث على الإنترنت عن البيان الصحفي لمنظمة اليونسيف يوم أمس، ولن أذكر أرقاماً وتفاصيل هنا لأنها تحتاج إلى صفحات لتتضمن كل «الهول والمعاناة والإرهاب» الذي يواجه هؤلاء الأبرياء، لكن اذهبوا واطلعوا على الأرقام المرعبة لتتأكدوا وعلى لسان «المنظمات الدولية» من أنّ ما يحصل اليوم في فلسطين المحتلة أكبر جريمة إنسانية تباركها وتدعمها وتحميها كبريات الدول التي تدعي أنها ضد الحروب ومع حقوق الإنسان وتناهض جرائم الحرب.
فوق العدد الكبير للشهداء الأطفال الذين لا ذنب لهم، هناك اليومَ أكثر من مليون طفل فلسطيني مهدد بالموت جوعاً، أو بالبرد أو بالأمراض، وقبل كل ذلك بالقصف الإجرامي الذي يستهدف المدارس والمستشفيات والملاجئ، هناك اليوم أطفال كتبت لهم النجاة لكن أهاليهم استشهدوا، هناك أطفال بُترت أعضاؤُهم، هناك أطفال لا أحد يمكنه ضمان بقائهم أحياء.
مشاهد وفيديوهات وصور كلها تدمي القلوب. هؤلاء الأطفال ما ذنبهم؟! وهل بالفعل العالم لا يكترث بهم، وبدأ يتباكى على أطفال إبستين!
كل هذا يحصل ويذكرنا بأكثر جملة وحشية وإجرامية قيلت بحق أطفال فلسطين، تلك التي قالتها رابع رئيسة وزراء إسرائيلية غولدا مائير: «أتمنى كل يوم أن أصحو ولا أجد طفلاً فلسطينياً واحداً حياً».