تعد بورصة ناسداك الأمريكية التي تأسست عام 1971 الأكبر عالمياً من ناحية القيمة السوقية بعد بورصة نيويورك وتضم الشركات الأمريكية المتخصصة في التكنولوجيا.
ويتداول في ناسداك أسهم لسبع شركات أمريكية ضخمة وهم أبل ومايكروسوفت والفابت «الشركة المالكة لجوجل» وميتا «الشركة المالكة لفيسبوك» وأمازون وتسلا وانفيديا يعتبرون الأكثر نمواً في القيمة والأكثر تحقيقاً للأرباح للمستثمر في السنوات الماضية حتى أطلق عليهم لقب مجموعة «العظماء السبعة».
والشركات السبع رائدة التحول التكنولوجي على مستوى العالم وتقدم منتجاتها وخدماتها المبتكرة و المرغوبة لأغلب سكان الأرض وكل من استثمر في «العظماء السبعة» قبل بضع سنوات تضاعف استثماره عدة مرات.
ومجموعة «العظماء السبعة» كانت وراء ثلاثة أرباع أرباح مؤشر ستاندرد اند بور 500 للعام 2023 والذي يضم أكبر 500 شركة أمريكية وكل من سهم انفيديا وميتا وتسلا ارتفع بنسبة 100٪ في العام المنصرم.
لكن يبدو أن عام 2024 يريد كسر القاعدة ويقضي على مسلسل النمو الذي عاشته الأسهم السبعة فقيمتها السوقية انخفضت بأكثر من 316 مليار دولار في أول يومين من العام الجديد.
كما أن التحديات تلاحق بعض أعضاء المجموعة وأبرزهم أبل التي اضطرت إلى وقف بيع ساعتها الحديثة مؤخراً بعد القضية المرفوعة ضدها حول حقوق الملكية الفكرية لأحد الاختراعات المرتبطة بالساعة وتعاني أيضاً من تباطؤ بيع الآيفون بشكل عام وفي سوق الصين تحديداً وتراجع بيع منتجاتها الأخرى مثل الآيباد مما جعل سهمها أكثر الأسهم تراجعاً عن موقعه الذي كان فيه في الشهور الأخيرة من 2023.
وتسلا الشركة الأكبر عالمياً في تصنيع السيارة الكهربائية وصاحبة السهم الذي لم يتوقف عن النمو تجد نفسها متراجعة عن عرشها مع بداية العام لتصبح في المرتبة الثانية بعد BYD الصينية التي تفوقت عليها في المبيعات مما ساهم في انخفاض قيمتها السوقية بـ32 مليار دولار.
وغير واضح إذا كان التراجع للعظماء السبعة سيكون مؤقتاً وقصيراً أم مؤقتاً وطويلاً، ففي هذه الأثناء تنشط التحليلات المتناقضة وتكثر التكهنات.
وفي حال كان التراجع طويلاً فهذا قد يعني خسائر كبيرة للمستثمرين في جميع أنحاء العالم ولا يستبعد منهم المستثمرون من المنطقة فالجميع منكشف على أسهمهم. وأعرف أشخاصاً وضعوا مبالغ كبيرة من ادخاراتهم في أسهم المجموعة وحققوا أرباحاً على الورق كبيرة في فترة سابقة لكن الآن يعيشون حالة من القلق والترقب خوفاً من تبخر هذه الأرباح سريعاً!