تشهد صناعة السيارات الكهربائية قفزات كبيرة موخراً، حيث تجاوزت المبيعات 10 ملايين سيارة في عام 2022، والذي يمثل زيادة بمعدل ثلاثة أضعاف في آخر ثلاث سنوات بحسب الوكالة الدولية للطاقة. ورغم هذا النمو السريع لهذا القطاع، والذي يصاحبه رغبة دولية لتخفيض الانبعاثات الضارة، بالإضافة إلى تقدم تكنولوجي غير مسبوق، إلا أن هذا التحول سيكون له تبعات غير مسبوقة على العديد من القطاعات.
فمعدلات الاستهلاك للبنزين سوف تقل بشكل تدريجي، وسيكون هناك حاجة إلى تأمين العديد من المواد والمعادن التي تحتاجها صناعة السيارات الكهربائية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن أحد التحولات الكبرى لهذا القطاع، هو صعود الصناعة الصينية لتكون في صدارة المشهد، الأمر الذي سيكون له تأثير كبير على أنماط التجارة العالمية، وسيكون له كذلك بالضرورة العديد من التبعات الجيوسياسية.
وبحسب تقرير أعده مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية «CSIS» في الولايات المتحدة تحت عنوان «الصدمة الكهربائية: سبب ازدهار السيارات الكهربائية الصينية»، فإن السبب وراء التقدم الصيني يرجع إلى أمرين أساسين: الأول: سياسة الدعم الحكومي طويل الأمد والتقدم في الابتكار الهندسي، ثانياً: كون الصين مقر لعديد من المصنعين الغربيين للسيارات الكهربائية، وذلك بسبب قدراتها الكبيرة في التصنيع ووجود اليد العاملة المدربة والسياسات الداعمة. وبهذا فإن هناك بيئة صناعية جاذبة للمصنعيين مع الأخذ بالاعتبار التكلفة المنخفضة التي تشكل عنصراً أساسياً في تطور هذه الصناعة.
وبعيداً عن التجاذبات الجيوسياسية أو المنافسة الدولية، يبقى هناك تساؤل ينبغي الالتفات إليه، ألا وهو هل السيارات الكهربائية صديقة للبيئة فعلاً؟. والجواب على هذا السؤال يعتمد على العديد من الاعتبارات، إلا أنه مما شك فيه أن كون السيارة تعمل بالكهرباء فهذا لا يعني بالضرورة أنها صديقة للبيئة. فإذا كانت الكهرباء المولدة بطرق غير صديقة للبيئة، فإن استعمال السيارة الكهربائية يسهم زيادة الانبعاثات الضارة. وأيضاً فلابد بالأخذ بما يسمى بتقييم دورة الحياة «Life Cycle Assessment»، والتي تشمل تحليل المواد المنتجة للسيارات منذ التصنيع وحتى التحلل في الطبيعة.
ولقد أظهرت بعض الدراسات أن السيارات الكهربائية الكبيرة قد تكون أكثر ضرراً من الناحية البيئة من مثيلاتها بالبنزين بعد دراسة دورة الحياة للسيارة. ورغم هذا فإن السيارات الكهربائية في المجمل لديها قابلية أكبر لأن تكون أقل ضرراً بالبيئة إذا تم الأخذ بالاعتبار أن تكون مصادر الطاقة الكهربائية نظيفة ومتجددة، و إذا تم الاعتناء كذلك باختيار مواد صديقة للبيئة لتصنيع هذه السيارة، بالإضافة إلى ايجاد طرق مبتكرة لإعادة تدوير المواد المستخدمة. ولهذا فإن تبني السيارات الكهربائية ينغي أن يدرس بشكل شمولي ليتناسب مع الخطط التنموية التي تضعها الدول، ولابد أن يصاحبها استراتيجيات وتشريعات لتضمن استدامتها وتطورها.
* مدير برنامج الطاقة والبيئة - مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات»
فمعدلات الاستهلاك للبنزين سوف تقل بشكل تدريجي، وسيكون هناك حاجة إلى تأمين العديد من المواد والمعادن التي تحتاجها صناعة السيارات الكهربائية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن أحد التحولات الكبرى لهذا القطاع، هو صعود الصناعة الصينية لتكون في صدارة المشهد، الأمر الذي سيكون له تأثير كبير على أنماط التجارة العالمية، وسيكون له كذلك بالضرورة العديد من التبعات الجيوسياسية.
وبحسب تقرير أعده مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية «CSIS» في الولايات المتحدة تحت عنوان «الصدمة الكهربائية: سبب ازدهار السيارات الكهربائية الصينية»، فإن السبب وراء التقدم الصيني يرجع إلى أمرين أساسين: الأول: سياسة الدعم الحكومي طويل الأمد والتقدم في الابتكار الهندسي، ثانياً: كون الصين مقر لعديد من المصنعين الغربيين للسيارات الكهربائية، وذلك بسبب قدراتها الكبيرة في التصنيع ووجود اليد العاملة المدربة والسياسات الداعمة. وبهذا فإن هناك بيئة صناعية جاذبة للمصنعيين مع الأخذ بالاعتبار التكلفة المنخفضة التي تشكل عنصراً أساسياً في تطور هذه الصناعة.
وبعيداً عن التجاذبات الجيوسياسية أو المنافسة الدولية، يبقى هناك تساؤل ينبغي الالتفات إليه، ألا وهو هل السيارات الكهربائية صديقة للبيئة فعلاً؟. والجواب على هذا السؤال يعتمد على العديد من الاعتبارات، إلا أنه مما شك فيه أن كون السيارة تعمل بالكهرباء فهذا لا يعني بالضرورة أنها صديقة للبيئة. فإذا كانت الكهرباء المولدة بطرق غير صديقة للبيئة، فإن استعمال السيارة الكهربائية يسهم زيادة الانبعاثات الضارة. وأيضاً فلابد بالأخذ بما يسمى بتقييم دورة الحياة «Life Cycle Assessment»، والتي تشمل تحليل المواد المنتجة للسيارات منذ التصنيع وحتى التحلل في الطبيعة.
ولقد أظهرت بعض الدراسات أن السيارات الكهربائية الكبيرة قد تكون أكثر ضرراً من الناحية البيئة من مثيلاتها بالبنزين بعد دراسة دورة الحياة للسيارة. ورغم هذا فإن السيارات الكهربائية في المجمل لديها قابلية أكبر لأن تكون أقل ضرراً بالبيئة إذا تم الأخذ بالاعتبار أن تكون مصادر الطاقة الكهربائية نظيفة ومتجددة، و إذا تم الاعتناء كذلك باختيار مواد صديقة للبيئة لتصنيع هذه السيارة، بالإضافة إلى ايجاد طرق مبتكرة لإعادة تدوير المواد المستخدمة. ولهذا فإن تبني السيارات الكهربائية ينغي أن يدرس بشكل شمولي ليتناسب مع الخطط التنموية التي تضعها الدول، ولابد أن يصاحبها استراتيجيات وتشريعات لتضمن استدامتها وتطورها.
* مدير برنامج الطاقة والبيئة - مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات»