حنان الخلفان


يُعد التحرش الجنسي من أكثر القضايا الحساسة والخطيرة التي يمكن أن يتعرض لها أطفالنا، وكمجتمع، فإن رؤية أبنائنا يعانون من الاعتداء أو التحرش الجسدي يمكن أن يكون صدمة كبيرة تسبب لنا الكثير من الغضب والقلق وردود الفعل التي لا يمكن توقعها ومعرفة تبعاتها، ومع ذلك، فمن المهم أن نكون واعين لعلامات تعرض أبنائنا للتحرش الجسدي ومعرفة كيفية حمايتهم والتصرف بشكل سليم إذا كانوا يعانون منه، لأن أغلب حالات سكوت الأبناء هي الخوف من ردات فعل أولياء الأمور، وفقدان أطفالنا لثقافة معرفة أنواع التحرش وأشكاله المتعددة.

وهنا نسلط الضوء على بعض العلامات المحتملة للتحرش الجنسي لمعرفة معاناة الطفل الصامت وهذه العلامات ليست قاطعة فقد يكون هناك أسباب أخرى لسلوك أطفالنا الغريب، فبداية سيكون هناك تغير في سلوكه أو مزاجه فقد يكون هادئاً أكثر من العادة أو يبدأ بإظهار سلوكه العدواني.

وكذلك توضح تغيرات في سلوكه الجنسي مثل لعب جنسي مفرط في جسده أو معرفة المعلومات الجنسية غير المناسبة لعمره، وكذلك من الممكن أن يتغير نوم الطفل المعتدَى عليه أو المتحرش به، من خلال الأرق المفاجئ أو الكوابيس المتكررة، أو أن يكون الطفل منعزلاً اجتماعياً حيث إن أغلبية الأطفال الذين تعرضوا للتحرش يتجنبون الفعاليات الاجتماعية أو الأنشطة التي كانوا يستمتعون بها في الماضي، وبالتالي يتجنب الاحتكاك بالآخرين.

وفي الوقت الحالي ومع التطور التكنولوجي للأطفال فمن يتعرضون للتحرش أو الاعتداء الجنسي هم الأطفال ذوو السنوات العشر الأولى، ولكن تقع المسؤولية الأكبر على عاتق أولياء الأمور، فقد تكون هناك إرشادات جسدية أو إصابات غير مفسرة أو كدمات أو آثار مؤلمة في مناطقه الحساسة التي يجب أخذها بعين الاعتبار.

عزيزي ولي الأمر، تقوية العلاقة بينك وبين أبنائك من خلال الحديث المستمر وتزويده بالثقافة الجسدية وأنواع التحرش الجنسي سواء بالألفاظ أو الكلمات الخبيثة أو النظرات المفترسة أو التقارب مع الآخرين مهما كانت صلة القرابة بينهم بطريقة ملحوظة، أو الإغراءات غير المعتادة من الآخرين، ستعرفها من خلال حديثك اليومي معه وإدراكه أن ردة فعلك بالتفهم والعقلانية ستزيد ثقته بك وبنفسه، والتأكيد له أن التحرش ليس خطأه مع تقديم الدعم العاطفي وإشراكه في برنامج «معا» لوزارة الداخلية لمكافحة العنف، والذي يساهم في تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم؛ فالبرنامج يسهم في تكوين شبكة دعم قوية ضد العنف والتحرشات الجسدية ويعمل على بناء الشخصية وتعزيز القدرات، ولهم جزيل الشكر والتقدير على ذلك.

وباختصار.. تعزيز وتوعية الأطفال والمسؤولية الأكبر التي تقع على ولي الأمر تجعل من الواجب أن نعمل معاً كأسرة ومجتمع لتزويد أبنائنا بالثقافة والمعلومات، وللاستفادة من الحملات التوعوية والشراكة المجتمعية التي تدعم الطفل ويجد من خلالها البيئة الآمنة التي تمكنه وتمكن الأطفال من النمو والازدهار، وسأختتم الموضوع بنصيحة للأب والأم «لا تسكتون عن حق ابنائكم، فأطفالنا في أمانتكم».