خلال الأسبوع الماضي ووسط كثافة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة ومقتل آلاف المدنيين جلهم من الأطفال، نشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، قيل إنه لدمية مسيئة للأطفال الفلسطينيين تباع في إسرائيل بغرض السخريّة من معاناتهم.

فقد أظهر الفيديو دمية عليها علامات كدمات ووُضع عليها وشاح الكوفية الفلسطينيّ، وزعم ناشروها أنها تباع في إسرائيل للسخريّة من أطفال غزة.

وحصدت المنشورات مئات التفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية والإسبانية والإنجليزيّة في وقت تتواصل فيه الحرب في قطاع غزة المحاصر.



الدمية بهدف مساندة الفلسطينيين

إلا أن الادعاء مضلّل والدمية من تصميم فنان مكسيكيّ لتسليط الضوء على أوضاع الأطفال في غزّة، والفيديو المتداول ليس للعبة تباع في إسرائيل بغرض السخريّة من الأطفال الفلسطينيين.



فالتفتيش عنه بالبحث على العبارة المكتوبة باللغة الإسبانية على علبة الدمية "incluye bebé palestino" والتي تعني "بينهم طفل فلسطيني" ترشد إلى صورة للدمية نفسها منشورةً على حساب إنستغرام في السادس من شهر كانون الثاني/يناير الجاري.

وقال ناشر الصورة في التعليق المرافق إنه "صمّم هذا المشروع لنشره في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء على ما يحدث كل يوم في قطاع غزة من حي في المكسيك".

كما أوضح أنه طلب من أصحاب متاجر بيع الألعاب أن يعيروه مكاناً في متاجرهم لوضع دمية الطفل الفلسطيني بغرض تصويرها، بحسب وكالة "فرانس برس".

وأكد صاحب الحساب أن الدمية كانت بهدف مساندة الفلسطينيين.

وأضاف أن هذه الدمية هي جزء من سلسلة من الدمى التي ضمت في مناسبات أخرى شخصيات سياسيّة مكسيكيّة، مثل المرشحة الرئاسية الرسمية كلوديا شينباوم والسيدة الأولى السابقة للبلاد أنجيليكا ريفيرا.

استشهاد 24 ألف شخص في غزة

يذكر أن الحرب اندلعت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 بهجوم غير مسبوق شنّته حماس على إسرائيل، انطلاقا من قطاع غزة وأوقع نحو 1140 قتيلاً، فيما خُطف نحو 250 شخصاً واقتيدوا أسرى إلى قطاع غزة.

وردّا على الهجوم، تعهّدت إسرائيل بالقضاء على حماس، وبدأت هجوماً واسع النطاق تسبب بدمار هائل في قطاع غزة. وأوقع القصف الإسرائيلي أكثر من 24 ألف قتيل، غالبيتهم من النساء والأطفال.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 1,9 مليون من سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة نزحوا بسبب الحرب، نصفهم من الأطفال.

وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي قال الناطق باسم اليونيسف جيمس إلدر إن غزة هي "أخطر مكان في العالم" للأطفال، وذلك بعد عودته من الأراضي الفلسطينية.