أميرة صليبيخ
عاد إلى منزله حزيناً مكسوراً بعد أن فقد أمواله كلها في مشروع ظن أنه سيكون مربحاً. وعند سؤاله عن أسباب الفشل وعدم تمكنه من السيطرة على الوضع قبل أن يتفاقم، قام بشتم شريكه في المشروع والعاملين معهم، ثم شتم القوانين والإجراءات، ولَعَن جميع من على الأرض وتحتها ومن في المجرات الأخرى وقال إنهم هم السبب!
قصص كثيرة مشابهة نسمعها يومياً عن أشخاص لم يتحملوا نتائج قراراتهم الخاطئة وقراءاتهم غير الدقيقة للواقع، فيبدؤون لوم الآخرين ومعاداتهم ومحاولة الانتقام منهم، متنصليّن من مسؤولياتهم وكأن هناك خيوطاً خفية هي التي تحرك حياتهم بعيداً عنهم. فلا شيء أسهل من إلقاء اللوم على الآخرين، وهذه حيلة الفاشل حتى يكون ضميره أكثر خفة، ولا يضطر إلى تقويم سلوكه وتغيير حياته، لأن التغيير مؤلم ومخيف ويتطلب الكثير من الشجاعة والاستمرارية.
والغريب أن غالبية البشر لا يشعرون بسلوكهم اللاواعي هذا، فتراهم يسّربون في أحاديثهم اليومية كثيراً من اللوم والعتاب على الدنيا أو الحظ والنصيب والبعض يلوم وسوسة إبليس له ومنعه من النجاح، وآخرون يتمادون في تبريراتهم فيتطاولون على كل شيء! فمخالفاتهم المرورية جاءت نتيجة معاداة رجال المرور لهم وليس بسبب سياقتهم الرعناء! وعدم تفوق الأبناء هو نتيجة حسد الآخرين لهم وليس بسبب إهمالهم! وقلة احترام الزملاء لشخصهم هو بلا شك بسبب مؤامرات تحاك في الخفاء ضدهم وليس بسبب أسلوبهم المستفز! جرب مرة أن تراقب نفسك وأن تنظر إلى الداخل، وستعلم أنك أنت من تآمرت على نفسك!
هذه النوعية من الأشخاص قد أدمنوا ابتكار الأعذار، لكن الأعذار مثل الكرة، سهلة القذف، ولكنها في النهاية وكنتيجة حتمية سترتد عليهم وتؤذيهم، ومع الوقت يتحول الباحث عن عذر إلى شخص قليل الإنتاجية ومتبلد الإحساس ويصعب التعامل معه لأنه واقع في فخ الضحية ويصعب عليه الخروج من هذه المنطقة الآمنة.
يقول وليام جيمس إن «جحيم الآخرة ليس أسوأ من الجحيم الذي نلقي فيه أنفسنا عبر برمجة شخصياتنا بطريقة خاطئة». وخير طريقة تنقذ بها نفسك من مصيدة الأعذار هي أن تتخذ قراراً واعياً بتحرير عقلك من أنماط التفكير القديمة، والمحاولة الجادة لتحمل مسؤولية نفسك وماذا تريد أن تكون.
ليس من المعيب أن تتهرب من بعض مسؤولياتك، ولكن عندما تدرك أن لا مهرب منها في يوم القيامة فلا بد من وقفة جادة مع النفس، وهناك لن تكون لك فرصة للتغيير والتطوير فقد «رفعت الأقلام وجفت الصحف»!
عاد إلى منزله حزيناً مكسوراً بعد أن فقد أمواله كلها في مشروع ظن أنه سيكون مربحاً. وعند سؤاله عن أسباب الفشل وعدم تمكنه من السيطرة على الوضع قبل أن يتفاقم، قام بشتم شريكه في المشروع والعاملين معهم، ثم شتم القوانين والإجراءات، ولَعَن جميع من على الأرض وتحتها ومن في المجرات الأخرى وقال إنهم هم السبب!
قصص كثيرة مشابهة نسمعها يومياً عن أشخاص لم يتحملوا نتائج قراراتهم الخاطئة وقراءاتهم غير الدقيقة للواقع، فيبدؤون لوم الآخرين ومعاداتهم ومحاولة الانتقام منهم، متنصليّن من مسؤولياتهم وكأن هناك خيوطاً خفية هي التي تحرك حياتهم بعيداً عنهم. فلا شيء أسهل من إلقاء اللوم على الآخرين، وهذه حيلة الفاشل حتى يكون ضميره أكثر خفة، ولا يضطر إلى تقويم سلوكه وتغيير حياته، لأن التغيير مؤلم ومخيف ويتطلب الكثير من الشجاعة والاستمرارية.
والغريب أن غالبية البشر لا يشعرون بسلوكهم اللاواعي هذا، فتراهم يسّربون في أحاديثهم اليومية كثيراً من اللوم والعتاب على الدنيا أو الحظ والنصيب والبعض يلوم وسوسة إبليس له ومنعه من النجاح، وآخرون يتمادون في تبريراتهم فيتطاولون على كل شيء! فمخالفاتهم المرورية جاءت نتيجة معاداة رجال المرور لهم وليس بسبب سياقتهم الرعناء! وعدم تفوق الأبناء هو نتيجة حسد الآخرين لهم وليس بسبب إهمالهم! وقلة احترام الزملاء لشخصهم هو بلا شك بسبب مؤامرات تحاك في الخفاء ضدهم وليس بسبب أسلوبهم المستفز! جرب مرة أن تراقب نفسك وأن تنظر إلى الداخل، وستعلم أنك أنت من تآمرت على نفسك!
هذه النوعية من الأشخاص قد أدمنوا ابتكار الأعذار، لكن الأعذار مثل الكرة، سهلة القذف، ولكنها في النهاية وكنتيجة حتمية سترتد عليهم وتؤذيهم، ومع الوقت يتحول الباحث عن عذر إلى شخص قليل الإنتاجية ومتبلد الإحساس ويصعب التعامل معه لأنه واقع في فخ الضحية ويصعب عليه الخروج من هذه المنطقة الآمنة.
يقول وليام جيمس إن «جحيم الآخرة ليس أسوأ من الجحيم الذي نلقي فيه أنفسنا عبر برمجة شخصياتنا بطريقة خاطئة». وخير طريقة تنقذ بها نفسك من مصيدة الأعذار هي أن تتخذ قراراً واعياً بتحرير عقلك من أنماط التفكير القديمة، والمحاولة الجادة لتحمل مسؤولية نفسك وماذا تريد أن تكون.
ليس من المعيب أن تتهرب من بعض مسؤولياتك، ولكن عندما تدرك أن لا مهرب منها في يوم القيامة فلا بد من وقفة جادة مع النفس، وهناك لن تكون لك فرصة للتغيير والتطوير فقد «رفعت الأقلام وجفت الصحف»!