ليس غريباً ما يتم تداوله في وسائل الإعلام الإقليمية والدولية حول انهيار حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي توصف بـ«المتطرفة»، خاصة مع زيادة الاحتقان والغضب الشعبي في الداخل الإسرائيلي على تلك الحكومة منذ تنفيذ الفصائل الفلسطينية بقيادة حركة المقاومة الإسلامية «حماس» لعملية «طوفان الأقصى»، ورد الجيش الإسرائيلي بعملية مقابلة تحت اسم «السيوف الحديدية»، حيث أسفرت تلك العملية الأخيرة حتى الآن عن استشهاد وإصابة نحو 88 ألف فلسطيني غالبيتهم من المدنيين، من الأطفال والرضع والنساء وكبار السن، في حين تمكنت الفصائل الفلسطينية من قتل وأسر العشرات سواء من الجنود الإسرائيليين أو المدنيين، وهو ما يؤدي بطبيعة الحال إلى مزيد من الضغوط على حكومة نتنياهو المتطرفة.
ووفقاً لما ذكرته صحيفة «التايمز» البريطانية فإن «حكومة الحرب الإسرائيلية على وشك الانهيار، كما أن نتنياهو يبدو متردداً ويضيع الوقت»، لذلك ترى الصحيفة بحسب محللين إسرائيليين أن «كل عضو في مجلس الحرب الإسرائيلي يفكر في مستقبله السياسي فقط وعلى رأسهم بطبيعة الحال نتنياهو».
لكن التطور الأبرز في الأحداث هو ما نقله موقع «واللا» الإسرائيلي حيث تحدث عن محاولة وزير الدفاع يوآف غالانت لاقتحام مكتب نتنياهو، وكادت الأمور أن تصل إلى التشابك بالأيدي، حيث سُمع وزير الدفاع يقول إنه في «المرة القادمة سيأتي ومعه قوة من لواء غولاني».
وقد اعترف الجيش الإسرائيلي مؤخراً بإصابة 2659 ضابطاً وجندياً منذ 7 أكتوبر، بينهم 1203 منذ بداية الهجوم البري على قطاع غزة، إضافة إلى 6 ضباط وجنود في معارك الـ24 ساعة الأخيرة، مشيراً إلى أن 407 ضباط وجنود لا يزالون يتلقون العلاج إثر إصابتهم في معارك غزة، حالة 48 منهم خطيرة، فيما ذكر أن عدد المصابين بجروح خطيرة بلغ 405 ضباط وجنود، و692 بجروح متوسطة، و1562 وصفت إصابتهم بالطفيفة.
في الوقت ذاته تبدو صورة إسرائيل أكثر قبحاً أمام المجتمع الدولي مع ارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل في غزة، وهو ما أدى مؤخراً إلى سعي جنوب أفريقيا إلى مقاضاة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية حيث قدمت جنوب أفريقيا ملفاً قانونياً يتألف من 84 صفحة، يؤكد أن «أفعال إسرائيل «تحمل طابع الإبادة لأنها تهدف إلى الدمار بجزء كبير من الفلسطينيين في غزة».
لذلك يبدو منطقياً، تصاعد الاحتجاجات الحاشدة التي تشهدها إسرائيل للمطالبة بإقالة حكومة نتنياهو، لاسيما وأن أهالي الأسرى يحملونه بشكل مباشر المسؤولية عن حياة ومصير أبنائهم المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية، لذلك تتصاعد الدعوات في الداخل الإسرائيلي لإجراء انتخابات مبكرة، لكن نتنياهو، والأحزاب اليمينية الشريكة له تعارض هذه الدعوات، في ظل الفشل الذريع للجيش الإسرائيلي في حسم معركة غزة، وعدم تحقيق أي من أهداف الحرب، وبينها بطبيعة الحال القضاء على حركة «حماس»، رغم مرور نحو 107 أيام على اندلاع الحرب.