ذكرت إيران وعبر وسائل الإعلام وخلال اجتماعاتها الرسمية بأنها ترفض مبدأ حل الدولتين وضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وفي المقابل اتفقت مع ذلك إسرائيل وعبر رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بأن تل أبيب لن تقبل بأن يكون لفلسطين دولة مستقلة.
ويأتي ذلك وفق تقارير إعلامية نشرتها بلومبرغ وفيننشال تايمز بأن هناك تعاوناً عربياً أمريكياً لطرح صفقة لإنهاء الحرب في غزة تتضمن خطة طريق لتنفيذ مبادرة حل الدولتين، وهذا ما كشفته المملكة العربية السعودية في حديث وزير خارجيتها سمو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود في مؤتمر دافوس بأن الرياض ستعترف بإسرائيل كدولة وستقيم علاقتها الدبلوماسية معها في حال قبولها بالمبادرة العربية وهي حل الدولتين.
وتباعاً لذلك وبناءً على المعطيات، هناك إشكالية محورية في هذا الموضوع، أن إيران وما يسمى بـ«محور المقاومة» الذي يقوم بعمليات مكثفة على القواعد الأمريكية وإسرائيل في خطاباته المعلنة والبيانات الصادرة عنه بأن أعماله العدائية تأتي رداً على قيام تل أبيب بالهجوم على غزة والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 25 ألف فلسطيني بالقطاع وفق بيانات إدارة الصحة التابعة لحماس، وفي المقابل فإن إسرائيل تبرر أن هجومها بهدف القضاء على حماس والإفراج عن الرهائن.
النقطة المفصلية أن إسرائيل في السنوات الماضية وعبر ما كشفته وول ستريت جورنال قامت بضخ الأموال لحماس وذهب الكثير من المحللين إلى أن الهدف من ذلك هو الإبقاء على الصراع وإفشال أي محاولة لحل الدولتين، وهذا ما تتفق معه إيران، إذاً إيران وإسرائيل ترسمان استراتيجيتهما على مواجهة وتأزيم أي خطوات لحل الدولتين.
خلاصة الموضوع، أن استمرار طهران وتل أبيب في رسم الاستراتيجيات المناهضة لحل الدولتين عبر عمليات التصعيد المتبادلة والتي قد ينتج عن ذلك حرباً إقليمية هو أمر في غاية الخطورة في ظل تصاعد الجبهات على مستوى الممرات المائية كمضيق باب المندب والعمليات التي يقوم فيها وكلاء إيران والحرس الثوري في العراق وباكستان، فإن دول الخليج العربي والأردن وجمهورية مصر العربية أمام تحدٍ وجودي في مواجهة هذا المستوى من التصعيد فإيران وإسرائيل اتفقتا على عدم حل الدولتين وتشاركان بعضهما في الاستمرار بهذا النهج كرد فعل على أي مبادرة عربية نحو استقرار فلسطين والذي سينعكس على الاستقرار الإقليمي الأكبر على مستوى الشرق الأوسط.