عائشة حمد أحمد البوعينين - مدرب تربوي وكوتش أخصائي سعادة ومرشد أسري
كل مرحلة في حياتنا تتطلب التدرج فكل شيء ينمو ويتغير ببطء حتى يصل إلى نقطة الوصول المطلوبة. فهم هذه الفكرة يساهم بشكل إيجابي في تربية الأبناء وتحقيقهم لأهدافهم بالطريقة الصحيحة وهذا ما يحتمه دورنا التربوي كون الوالدين هما القدوة الأولى في حياة أبنائهم.
منذ اللحظة التي يتكون فيها الجنين في بطن أمه يبدأ التدرج، وبذلك تتطور تفاصيله الصغيرة حتى لحظة الولادة، كذلك شروق الشمس وغروبها يوضحان لنا مفهوم التدرج والتغيير، حتى طباع الإنسان نفسه تُبنى بالتدرج والصبر. وهنا يأتي دور الوالدين في توجيه أبنائهم نحو السلوكيات الإيجابية من خلال فَهمِهم فكرة التطور التدريجي للشخصية لتحقيق الأهداف المستقبلية.
التغيير الطبيعي المتوازن يتطلب الوقت الكافي للوصول إلى الهدف المطلوب، فالتغيير المفاجئ قد يسبب صدمة للابن وتنتج عنه الكثير من الآثار السلبيّة. فالتدرج يمنح العقل الوقت الكافي للتكيف والتأقلم مما يقلل الصدمات وردات الفعل غير المرغوب فيها.
في رحلة التربية يسكن الصبر في قلب النجاح وهو المفتاح الأساس الذي يساعدنا على مواجهة تحديات التربية، كلما تفهم الوالدين احتياجات وطموح أبنائهم وأنماط تفكيرهم وشخصياتهم كلما تمكنوا من زيادة فرص النجاح من خلال الاستمرارية في تقديم التوجيه والدعم مما يساعد أبناءهم على تطوير ثقتهم بأنفسهم مع المثابرة في تحقيق أهدافهم.
قبل أن تفكر بتغيير أي سلوك في حياة أبنائك تقبلهم وأشعرهم بحبك مع الحرص على الخطوات الصغيرة المتدرجة في رحلة التغيير. تخّيل أن أحد الآباء يرغب في تغيير عادة الفوضى في الأكل بدلاً من أن يطلب من ابنه التوقف عن هذه العادة فجأةً، يقوم ذلك الوالد بتفهم احتياجات ابنه ويقدر طبيعته العمرية واحتياجه للعب مثلاً دون إلقاء اللوم عليه، فيقوم الأب بتدريبه على السلوك الجديد بخطوات صغيرة تساعد الابن على التحسين المستمر دون أن تختل العلاقة الوالدية.
همسة أس:
كل موقف يمر علينا في حياة أبنائنا يتطلب منا التفهم والتقبل مع الدعم المستمر بما يضمن استمرارية الحب والاستقرار بين جميع أفراد الأسرة.