العربية. نت
بسبب المياه الجوفية مدينة زليتن الساحلية على حافة الهاوية مع غرق جزء من أراضيها وتضرّر عدد من مبانيها وموت محاصيلها الزراعية وتعطل الخدمات داخلها
تواجه مدينة زليتن الليبية خطر الغرق بعد ارتفاع منسوب المياه الجوفية وفيضانها على الأرض، الأمر الذي أثار رعب سكانها الذين اضطروا إلى النزوح إلى أماكن أخرى وسط مخاوف من تآكل وانهيار البنية التحتية، وذلك رغم التدخلات الحكومية لمواجهة التدفق المستمر للمياه من باطن الأرض ومحاولات البحث عن حلّ لهذه الظاهرة الطبيعية غير المسبوقة.

وتترّنح المدينة الساحلية الواقعة شرق العاصمة طرابلس، على حافة الهاوية مع غرق جزء من أراضيها وتضرّر عدد من مبانيها وموت محاصيلها الزراعية وتعطل الخدمات داخلها، جراء ارتفاع مستوى المياه وامتدادها إلى عدة جهات بالمنطقة، في ظلّ عجز السلطات عن إيجاد حلول لهذه الأزمة.

صرخة استغاثة

ومساء أمس الاثنين، أطلق أهالي زليتن صرخة استغاثة لإنقاذ مدينتهم، وأعلنوا أن الكارثة تزداد بشاعة بشكل سريع كل يوم، وأن المدينة تركت لتواجه مصيرها وحيدة، مطالبين بإعلان حالة الطوارئ ومحمّلين الجهات الحكومية سلامة السكان.

وقال السكان في بيان احتجاجي، إنّهم لم يلحظوا أية خطوات عملية على أرض الواقع أو استجابة فعلية للجان الحكومية المشكلة للتعامل مع كارثة المياه الجوفية التي تزداد سوءا يوما بعد الآخر.

ويقول سكان المدينة إن أزمة المياه الجوفية تزداد كل يوم، دون وجود حلول جذرية للتعامل معها، باستثناء تدخلات مؤقتة عبر عمليات شفط المياه أو ردم المستنقعات.

وفي هذا السياق، كشف خالد المجدوب وهو أحد متساكني منطقة الحرشة بمدينة زليتن، إن كارثة المياه الجوفية في مدينة ليست جديدة وبدأت منذ 5 سنوات، لكنها تفاقمت هذا العام بعد خروج مياه الآبار إلى سطح الأرض، بسبب التهاون الحكومي.

"غير صالحة للسكن"

وأشار في تصريح لـ"العربية.نت"، أن المياه غمرت عددا من المنازل ما أدّى إلى تصدّعها وإحداث تشققات داخلها، وتسببت في تهجير السكان بعد أن أصبحت بعض المناطق غير صالحة للسكن، كما تشكلّت مستنقعات وبرك وبحيرات واستقطبت الحشرات الضارّة ممّا يهدّد الصحة العامة والأمن البيئي، إلى جانب تضرّر المزارع وموت الغراسات.

وقال موجهّا كلامه إلى السلطات المسؤولة" تعبنا من هذا الوضع ونريد حلولا حقيقية وجذرية وتدخلا عاجلا من الحكومة لمعالجة هذه الأزمة قبل أن تمتدّ الكارثة إلى مدن أخرى".

وخلال الأيام الماضية، شكلّت حكومة الوحدة الوطنية لجنة مركزية برئاسة وزير الحكم المحلي لمتابعة أوضاع مدينة زليتن جراء الارتفاع في منسوب المياه الجوفية ومعالجة الآثار المترتبة ومساعدة المواطنين لمواجهتها، لكنها لم تتمكن حتى الآن من الوقوف على أسباب هذه الظاهرة غير الطبيعية المخيفة ومعالجتها، مما دفعها إلى الاستنجاد بخبراء أجانب لزيارة المدينة هذا الأسبوع ودراسة هذه الظاهرة.