أقرت محكمة بريطانية في حكم تاريخي بأهمية حماية الآراء المناهضة للصهيونية؛ إذ قضت لصالح أستاذ جامعي أُقيل من جامعة بريستول البريطانية؛ لأنه وصف «الحركة الصهيونية» بأنها واحدة من «الركائز الخمس لكراهية الإسلام».

وأعرب اتحاد الطلاب اليهود الذي قاضى الأستاذ الجامعي عن «خيبة أمله» بسبب القرار.

قانونية «مناهضة الصهيونية»

وذكر موقع صحيفة «ديلي ميل» البريطانية الإلكتروني أن حكم المحكمة التاريخي نص على أن معاداة الصهيونية هي سمة محمية قانوناً. وقالت المحكمة إن ديفيد ميلر «فصل بشكل غير عادل» من منصبه في جامعة بريستول بعد تصريحات أدلى بها بشأن إسرائيل. وخلص الحكم المكون من 108 صفحات إلى أن التعبير عن وجهات النظر المناهضة للصهيونية هو «معتقد فلسفي وسمة محمية» بموجب قانون المساواة لعام 2010.

سابقة قانونية في بريطانيا

ويشكل القرار سابقة قانونية مفادها أن أي شخص يعبر عن معتقدات معادية للصهيونية يتمتع بالحماية القانونية، ولا يمكن إقالته من وظائفه.

وقال اتحاد الطلاب اليهود إنه يشعر «بخيبة الأمل» إزاء القرار الذي «قد يشكل سابقة خطيرة بشأن ما يمكن أن يقال بشكل قانوني في الحرم الجامعي»، وحذر من أن الحكم «سيجعل الطلاب اليهود أقل أماناً».

وكان ميلر كتب على موقع الانتفاضة الإلكترونية: «هناك مسألة حقيقية حول سوء المعاملة هنا، حيث يتم استخدام الطلاب اليهود في الجامعات البريطانية كبيادق سياسية من قبل نظام أجنبي عنيف وعنصري يشارك في التطهير العرقي».

ركيزة الإسلاموفوبيا

وتمت إقالة البروفسور ميلر في عام 2021 بعد أن تبين أن تعليقاته لا تلبي «معايير السلوك» المتوقعة من الموظفين. وجاء ذلك عقب شكاوى من الطلاب اليهود الذين زعموا أنه جعلهم يشعرون «بعدم الارتياح والترهيب». وكانت الشكوى الأولى في عام 2019 بعد أن ألقى محاضرة وصف فيها «الحركة الصهيونية» بأنها إحدى «الركائز الخمس للإسلاموفوبيا (رُهاب الإسلام)».

آيديولوجيا عنصرية وعنيفة

وفي رسالة بريد إلكتروني إلى بن بلوخ، وهو طالب ومحرر أخبار في صحيفة «بريستول تاب» الجامعية، قال ميلر: «الصهيونية كانت وستظل دائماً آيديولوجية إمبريالية عنصرية وعنيفة تقوم على التطهير العرقي». إنها آيديولوجية مستوطنة معادية للعرب والإسلام. ليس لها مكان في أي مجتمع.

ومنذ فصله، وصف الأستاذ إسرائيل بأنها «عدو السلام العالمي». كما ادعى أن «اليهود لا يتعرضون للتمييز»، ووصف الجمعية اليهودية في جامعة بريستول بأنها «مجموعة ضغط إسرائيلية». وقال البروفسور ميلر إنه شعر «ببراءته»، و«فخور للغاية» بحكم محكمة العمل الصادر عن القاضي روهان بيراني. وأضاف: «هذا ليس انتصاراً لي فحسب، بل هو أيضاً انتصار للناشطين المؤيدين لفلسطين في جميع أنحاء بريطانيا».

وأشاد ظل الرحمن، من مكتب محاماة الرحمن لوي الذي مثّل الأكاديمي، بـ«محاربته للحملة الشريرة التي يشنها الصهاينة ضده».

وعقب إصدار القرار، قالت مؤسسة أمن المجتمع، وهي مؤسسة خيرية يهودية، إنها «تشعر بقلق بالغ إزاء ما تعتبره المحكمة مقبولاً لأستاذ جامعي أن يقوله علناً عن الطلاب اليهود والجمعيات اليهودية الذين أثاروا شكاوى مشروعة ضده». وقالت الحملة ضد معاداة السامية إنها «تشعر بقلق بالغ» إزاء الطريقة التي تعاملت بها الجامعة مع القضية وتأمل أن تستأنف الحكم.