^ ليت النائب فرد عضلاته منذ أصبح نائباً في البرلمان على الذين خانوا وطنهم واستباحوا أمن البحرين وحرقوها ومازالوا يرهبون أهلها، بدلاً من ممارسته أسلوب “خالف تذكر” في كل فرصة تلوح له، وصولاً إلى تطاوله المرفوض على رجل بنى هذا البلد وكان صمام أمان لها مثل الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله. ظننا فيه خيراً حينما استفاد من انسحاب عناصر حزب الله من مجلس النواب ليدخل المجلس عبر الانتخابات التكميلية، ظننا كان فيه لأنه يتحدث بقوة وفيما يقوله قضايا تهم الناس، لكن للأسف بات واضحاً أنه يحاول استمالة الجانب الذي رأى فيه شماعة ليقحم المكون السني إقحاماً في مؤامرة الانقلاب، ليغازلوه بالكلام المعسول المغموس بـ ”التقية” مثلما فعلوا مع غيره ممن تعرفون أسماءهم ولا يتعدون أصابع اليد، فقط ليقولوا بأن السنة معنا. ما قاله النائب المعني بحق رئيس وزرائنا مرفوض تماماً أمس في مجلس النواب، ويحسب للنائب عادل العسومي رده الفوري وكلامه في نفس اللحظة، إذ من هو أكثر مسؤول ينزل للشارع ويتفقد أحوال الناس ويوجه المعنيين لمتابعتها وتنفيذها غير خليفة بن سلمان؟! إن كنت لا تعرف فاسأل أهل الحد الذين زارهم “أسد البحرين” قبل يومين، واسأل جميع أهل البحرين ممن يمتلكون خصال “الامتنان” و«العرفان”، لا أولئك الذين ملأ الجحود قلوبهم وعيونهم، ولا أولئك الذين مهما فعلت الدولة لهم ومهما قدمت لهم من الخدمات كافئوها بحرقها وشتم رموزها. ونشك بأنك لا تعرف كل هذا أصلاً. خليفة بن سلمان هو رمز لهذا الوطن، لا يتطاول عليه أو يخطئ في حقه إلا من يريد الشر لهذا البلد، وإلا من هو مجحف لدوره الكبير. لولا الله وثم هذا الرجل ومعه المخلصون من أبناء البحرين، لكانت البحرين اليوم ولاية فارسية يحكمها من تغازلهم، من يرفعونك اليوم فوق رؤوسهم، وحينما يتمكنون لن تمثل لهم سوى ورقة محروقة استخدمت، بعدها سيحكم عليك بالعزلة من قبلهم ومن قبل المخلصين الذين أدرت ظهرك لهم. قام النائب بمشهده الأخير وسرعان ما تفاعل مع موقفه كارهو البحرين، وسرعان ما استند على كلامه متحدثهم لقناة العالم الإيرانية ليقول بأن “السنة” معهم في مسعاهم الانقلابي ضد النظام الحاكم في البحرين. فهل هذا ما كان يريده، أن يكون أداة يستفيد منها هؤلاء في توجيه مزيد من الطعنات لبلده ؟! على النائب المعني أن يتذكر، إن كنت تريد هتافهم لك، فتحدث بنفس خطابهم، فسيرفعونك فوراً فوق رؤوسهم، لكنهم سيسقطونك أرضاً وبالقاضية بعدها لو خالفتهم. راجع التاريخ القريب وانظر ما حصل للوفاقي جاسم حسين لأنه صرح مؤيداً للفورمولا واحد، وانظر ماذا قالوا عن بيان المنبر ووعد المدين لزيارة الرئيس الإيراني للجزر الإماراتية المحتلة، وغيرها كثير من الشواهد. هؤلاء يثبتون يومياً عبر اقتناصهم لتصريحات شخوص غير محسوبة عليهم مذهبياً، بأنهم طائفيون حتى النخاع، وأن مخططهم ليس إلا مؤامرة انقلابية عنصرية مذهبية بحتة، يريدون إدخال السنة معهم بالقوة، وللأسف أشخاص مثل هذا النائب وغيره عبر هذه التصريحات المرفوضة يمنحونهم الفرصة. لسنا نمنع النائب من الحديث بحرية بشأن البلد، أو أن ينتقد أداء مؤسسات الدولة، إذ الكل مكفول حقه في الانتقاد، وحتى نحن ننتقد هنا بشكل دائم، لكن أن يصل ذلك لمستوى التطاول على الرموز فهذا ما نرفضه، ونشك بأن يقبله حتى من صوتوا له ليصل مجلس النواب من وطنيين مخلصين لهذه الأرض. هنا ليتك تحدثت بالحق وتحولت لمدافع عن بلدك ورموزه، ليتك تحولت لشخص يناضل من أجل المكونات المخلصة التي تضررت من جراء الأزمة. لم نسمع النائب ينتقد المعارضة، ولم نسمعه يدين العمليات الإرهابية التي تستهدف قتل الشرطة، ولم نسمعه يدين تشويه صورة البحرين في الخارج من قبل أتباع الولي الفقيه، ولم نسمعه يخاطب رؤوس الفتنة والتحريض ويقف سداً منيعاً للدفاع عن وطنه البحرين في وجه مخططاتهم، بل سمعناه يصف أكبر محرض على النظام ورموزه حسن مشيمع بأخيه، وسمعناه ينتقد وزراة الداخلية التي يواجه رجالها الموت كل يوم على يد مخربي الوطن، والآن نسمعه يتطاول على رمز من رموزنا يفتديه مئات الآلاف من المواطنين المخلصين. للأسف هذا أسلوب يمارسه من يريد الشهرة ولفت الانتباه، ومن يريد أن يبرز على أنه مناضل لكن للأسف ضد وطنه، ليتك كنت سيفاً للبحرين بدلاً من أن تكون خنجراً في ظهرها. خليفة بن سلمان يبقى رمزاً لكل بحريني شريف ومخلص، يظل قائداً بنى هذا البلد وأعطاها من وقته وجهده وتعبه، رجل نفتخر به ونرفض التطاول عليه وندعو له بطول العمر، هو من ينزل إلى الناس ليتفقد أحوالهم، وهو من بابه مفتوح للجميع لا يفرق بين أحد، ولن تنتقص من حجم إنجازاته وأفعاله صرخات وتصريحات أناس في قلوبهم مرض، وفي مخيلتهم أضغاث أحلام بالاستيلاء على هذا البلد. يتعب كثيراً من يناطح جبلاً، وخليفة بن سلمان هو جبلنا الصلب الشامخ في البحرين، والشعب المخلص هتف ومازال يهتف بأن “الشعب يريد خليفة بن سلمان”، ومن أساء له من خونة الوطن وموالي الخارج لن نتعب في مخاطبتهم، لأن حقيقتهم مكشوفة، لكن من يسيء له ممن يفترض أن يكون مدافعاً عن بلده ورموزه فقط سعياً للشهرة وبهدف الاستمتاع بهتافات كاذبة من جموع “يائسة” تريد التشبث بأي صوت يقف في صفها وحبذا لو يكون سنياً ليعززوا كذبتهم “إخوان سنة وشيعة” فهؤلاء الذين نقول لهم “والله عيب”. ^ اتجاه معاكس.. تهنئة صادقة نبعثها لزميلتنا الإعلامية “المرأة الحديدية” سميرة رجب على الثقة الملكية بتعيينها وزير دولة لشؤون الإعلام، وهو تعيين يأتي في سياق ما كنا دوماً نطالب به، عبر وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وهو أحد المبادئ التي تقوم عليها أصلاً رؤية مملكة البحرين الاقتصادية 2030، وبعد نماذج عديدة لعناصر وضعت في مواقع لم تثبت كفاءتها ولا قدرتها على التطوير، خاصة إن انعدمت الخبرة والاختصاص. سميرة رجب امرأة بألف رجل، وقفت مواقف الأبطال دفاعاً عن البحرين، لم تتأثر بأية عوامل أخرى لتغير مواقفها وقناعاتها، هي بحرينية تحب هذه الأرض وخاطرت بنفسها من أجلها، دفاعها الدائم عن هذا الوطن كان بلسماً على قلوب الكثيرين من المخلصين الذين كانوا يتألمون لرؤية البحرين تنزف عبر الطعنات من الداخل والخارج. هي إعلامية متميزة، وشخصية لديها قدرة رائعة على التخطيط ورسم السياسات الصحيحة، وهنا نتوسم من خلال تعيينها في هذا المنصب أن نرى تغيراً للأفضل في المخرجات الإعلامية خاصة في اتجاه تقوية الخطاب الإعلامي ومد تأثيره بشكل صحيح إلى الخارج حتى تصل الصورة الحقيقية للغرب، هذا الغرب الذي مازلنا عاجزين عن إيصال الحقائق له وعن مقارعة الإعلام الزائف بإعلام صادق قائم على الأدلة والشواهد. بالتوفيق لسميرة رجب، وتطلعاتنا الإيجابية لإعلام أقوى يدار بالتخصص وحسن التخطيط والتنفيذ.
أي وطنية في الإساءة لرمز الوطنية خليفة بن سلمان؟!
27 مايو 2012