زهراء حبيب


106 آلاف عربي بينهم 1600 بحريني زاروا روسيا في 2023

طفرة سياحية في موسم الشتاء وترحيب خاص بالضيوف العرب

كشف سفير روسيا الاتحادية لدى مملكة البحرين د. ألیكسي سكوسوریف لـ«الوطن» عن قرب إطلاق رحلات بين البحرين ومقاصد جديدة في روسيا بينها سوتشي وسان بطرسبورغ وهي ثاني أكبر مدينة في روسيا، مشيراً إلى أن عدد السياح العرب إلى روسيا حتى سبتمبر 2023 بلغ نحو 106 آلاف شخص زائر في وقت ترتفع أعداد السياح الخليجيين بشكل مضطرد، إذ بلغ عدد السياح من البحرين فقط 1600 سائح، فيما زار روسيا حوالي 8 ملايين شخصاً أثناء عام 2023 من مختلف بلدان العالم.

وقال السفير الروسي إن «الحكومة الروسية تتخذ الإجراءات الإجراءات الرامية إلى تسهيل التدفق السياحي من الدول العربية، ومن هذه الخطوات إعـفاء مـواطـني بعض الدول من متطلبات تأشيرة الدخول على أساس متبادل، مع السعي إلى استكمال الاتـفاقـیات مـن هذا القبيل مع البلدان العربية الآخرى التي بدأنا مؤخراً نقدم لرعاياها إمـكانـیة الـحصول عـلى الـتأشـیرة الإلـكترونـیة ومن بينها مملكة البحرين».

وأضاف: «يعمل الـقطاع الـخاص في روسيا بشكل دؤوب على توسيع شـبكة الـرحـلات الـجویـة مع البحرين، الأمـر الـذي یـجعلنا أقـرب من بعضنا البعض، ویـحفز التبادل السياحي، وفي هذا الـصدد، نـرتـقب فـي المسـتقبل إطـلاق الـرحـلات بـین البحـریـن والـمقاصـد الجـدیـدة فـي روسـیا مـثل سـوتشـي وسـان بطرسبورغ».

وفيما يخص عدد السياح إلى روسيا الاتحادية، أوضح سكوسوریف أنه بحسب الإحصائيات الرسمية، «زار روسيا حوالي 8 ملايين نسمة أثناء عام 2023»، مؤكداً أن «هذه الأرقام أكبر ممّا سجّل في عام 2022 بنسبة 14.3%، لكنها لم تصل لحدّ الآن إلى مستويات ما قبل الجائحة».

وتابع أن «مؤشرات تعافي قطاع السياحة والضيافة في روسيا تمرّ حالياً عبر تحوّلات تشمل تحديث البنى التحتية ومزج الحلول الوطنية مع المنتجات التي يقدمها المورّدون من جهة، وإعادة تركيز جهود شركاتنا على الأسواق الجديدة في الدول الصديقة من جهة أخرى». وأضاف: «نأمل في أن حصاد هذه الجهود من النتائج العملية سيخلق الظروف المواتية لتسريع تنمية الخدمات السياحية واستقطاب المزيد من الزوّار في المستقبل القريب، وبالطبع تحظى منطقة الشرق الأوسط ببالغ اهتمامنا في سياق تحقيق هذه الرؤية، إذ نتطلّع إلى استضافة أكبر عدد ممكن من السيّاح العرب وهم ضيوف مرحّب بهم ومرغوب فيهم في روسيا».

وبالنسبة للزوار العرب، أشار إلى أنه «في العام المنصرم 2023 زار روسيا 106 آلاف شخص من الأقطار العربية المختلفة»، منوهاً إلى أن «هذه الأرقام تشـیر بـوضـوح إلـى أن الـقطاع السـیاحـي قـد عـاد إلـى مـسار الـنمو المسـتدام، حيث ازداد حجم التدفّق السياحي من هذا الإقليم أثناء السنة الماضية بنسبة 147% تقريباً بالمقارنة مع عام 2022 وبنسبة 3% بالمقارنة مع عام 2019، وهو ما يدلّ ذلك بوضوح على فعالية جهودنا الرامية إلى استقطاب السيّاح العرب».

وتابع سفير روسيا لدى البحرين أن «الإحصائيات تدل عـلى الـتغّیرات الـمهّمة فـي السـیاحـة الـعربـیة الـوافـدة إلى روسـیا، بارتفاع عـدد السـّیاح الخـلیجیین بسـرعـة عـالـیة، وأصـبحوا یـتنافـسون بـقّوة مـع عـملائـنا الـتقلیدیـین مـن مـصر والجزائر والمغرب، أما البحرينيون، فبلغ عدد الزوار من المملكة 1600 سائح، وهي أرقام أقلّ قليلًا من نتائج عام 2019 التي بلغت 1800 نسمة، لكنها أكثر بكثير من السنوات التي جاءت فيما بعد بزيادة نسبتها 280% مقارنةً مع عام 2022».

وأعرب السفير الروسي عن أمله في «اسـتقطاب الـمزیـد مـن الـزوار فـي المسـتقبل الـقریـب، إذ تحـظى مـنطقة الشـرق الأوسـط بـبالـغ اهتمامـنا فـي سـیاق تـحقیق هذه الـرؤیـة، تتطلع إلى استضافة أكبر عدد ممكن من السیّاح العرب وهم ضیوف مر حب بهم ومرغوب فیهم في روسیا».

وأرجع السفير الروسي الطفرة السياحية الخليجية والعربية إلى بلده خلال الفترة الأخيرة، خاصة في موسم الشتاء لـ«شهرتها بـین عـموم الناس في شتى أنـحاء الـعالـم كـبلد الـبرودة والجـلید، ومـظاهر الـشوارع والـحقول والـغابـات المغطاة بالثلج تثير الدهشة والإعجاب عند الكثير من الدول الجنوبية الـذیـن تـشكل هـذه الـصور تجـربـة جديدة بالنسبة لهم، وما تملكه روسيا من كـافة مقومات الإجازات الشتوية المريحة»، مشدداً على «استقطاب روسيا للسواح خلال الإجازات الصيفية بنفس المستوى من الاستمتاع».

وتطرق السفير الروسي إلى «الخدمات السياحية والبرامج التي تقدم للسائح العربي، منها الـمشاریـع السـیاحـیة الـتي تـم إطـلاقـها فـي الأقـالـیم الـروسـیة ذات الـعلاقـات الـثقافـیة الـراسـخة مـع الشـرق الأوسـط، بـما فـیها شـمال الـقوقـاز (عـلى سـبیل الـمثال، بـرنـامـج «أرض الأبـطال» الـمبتكر فـي الشـیشان) وتـتارسـتان وبـاشـكورسـتان». وأشار إلى أن «هـذه الـروابـط تـساعـدها فـي اسـتقطاب الـزوار مـن الـعالـم الإسـلامـي. وقـد وصـل الأمـر إلـى نـقطة حـیث نراقب الزيادة الـملحوظـة فـي عـدد الـمنشآت الـتي تـقّدم خـدمـات الـحلال لـزبـائـنها».

وخلص السفير الروسي إلى القول إن «روسيا الاتـحادیـة بـلد عـملاق وعـریـق یـتمیّز بـالفسـیفسائـیة الجـمیلة والـغنیة مـن الـوجـهات السـیاحـیة الـمتنّوعـة فـي مـختلف أقـالـیم الـبلاد الـتي تـمّكن شـركـاتـنا مـن تـلبیة كـل أنـواع احـتیاجـات ضـیوفـنا، إذ تـشمل الـبنیة الـتحتیة السـیاحـیة الـروسـیة عـدداً كـبیراً مـن الـمنتجعات الـجبلیة والـساحـلیة الـتي تـتطابـق مـع أعـلى مـعایـیر الـجودة الـعالـمیة، ولـدیـها عـدد لا یـُحصى مـن الـمدن الـقدیـمة الـتي تشـتهر بـمعالـمها بـین عـشاق الـتاریـخ والـفنون، وكـذلـك الـمناطـق الـطبیعیة الـفریـدة.