العرب

باحث في «IISS» : صواريخ حوثية لم تستخدم تهدد الجوار على أوسع نطاق

منظومة عمل تجمع إيران بأذرعها في المنطقة لزعزعة الأمن والاستقرار إيران طوّرت القدرات العسكرية لميليشياتها بشكل متسارع الحوثيون لديهم صواريخ يصل مداها إلى 2000 كلم

محمد الرشيدات



كشف لـ"الوطن" عن المفهوم الحربي «تطوُّر الإنكار»

كشف الباحث في برنامج التحليل الدفاعي والعسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية «IISS» والمتخصص في تحليل الصواريخ مفتوحة المصدر فابيان هينز عن امتلاك ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً صواريخ باليستية مضادة للسفن لم يتم استخدامها من قبل بأي معارك حول العالم، مشيراً إلى أن مدى هذه الصواريخ لا يضع فقط سفن البحر الحمر بدائرة الخطر بل يتعداها لتهديد كل دول الجوار بنطاقات أكبر من أي وقت مضى.

وقال هينز خلال محاضرة ألقاها في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، بحضور عدد من مسؤولي المعهد وممثلي السفارات العربية والغربية وثُلّة من الباحثين والمهتمين، إن الهجمات الأخيرة على السفن التجارية في البحر الأحمر قد أظهرت ما تمتلكه ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران لمجموعة واسعة ومتنوعة من القدرات الاستراتيجية، بما في ذلك الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، التي تطير عدة مرّات بسرعة الصوت ولا يمتلكها سوى عدد قليل من الدول، مشيراً إلى أن الحوثيين هم أول جهة في العالم تستخدم هذا النوع من الصواريخ في القتال.

وأضاف، أنه عطفاً على تلك الصواريخ هناك أيضاً صواريخ كروز، وصواريخ أرض جو، والتي يصل مدى معظمها إلى ما يزيد على 2000 كلم، إلى جانب امتلاك الجماعة الحوثية لنماذج مطوّرة من الطائرات بدون طيّار، مشيراً إلى وجود منظومة عمل ثنائي يجمع إيران بأذرعها الممتدة في المنطقة هدفها زعزعة أمنها واستقرارها.

وبيّن هينز، أن القدرات العسكرية والحربية التي بات عليها الحوثيون لا تمكّنهم فقط من استهداف الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن، ولكن قد يتعدّى الأمر لأن يصل إلى تشكيل تهديدات مباشرة للدول المجاورة.

الباحث العسكري سلّط الضوء أيضاً على الدور المحوري الذي تتبناه إيران في تعزيز إمكانات أياديها المُنقادَةِ في دول الإقليم، وبذل ما بوسعها لتنفيذ مخططاتها ورؤاها الجيوسياسية في اليمن وخارجه، مما سيُفضي إلى تعرّض تلك الدول للابتزاز من قِبَل جهات فاعلة غير تابعة لدول بعينها، ليس لديها ما يمنعها من استخدام أنظمة عسكرية في كل وقت وحين، ودون إشعارٍ يُذكر، وهو ما يُنذِرُ بمزيد من التصعيد الإقليمي الذي لا تُحمد عقباه.

وفي تصريح خاص لـ«الوطن»، أفصح هينز عن مفهوم حربي طفا إلى السطح أكثر من ذي قبل، ألا وهو «تطوُّر الإنكار»، موضحاً أنه مصطلح عسكري واسع يضمُّ أساليب الخداع الاستراتيجي والعملياتي والمادي والتكتيكي التي تنتهجها الجماعات غير النظامية، فضلاً عن استعانتها بوسائل متطورة تختصّ بتأمين العمليات القتالية، إلى جانب الوسائل الاستراتيجية والسياسية والدبلوماسية، بما في ذلك تلاعب الحوثي بالحقائق والحالات والتصورات للتأثير على وسائل الإعلام والرأي العام حول العالم، وفي هذا تحقيق لجملة من الأهداف الاستراتيجية الموضوعة، وحشد أكبر عدد ممكن من التعاطف معه.

وحول الرسالة التي يُريد إيصالها فابيان هينز من نافذة هذا الطرح، أوضح لـ«الوطن»، أنّ هناك جدلية حرب تتمثّل بمداومة إيران إدخال أطرافها بمسارِ طريقٍ زلق، على جانبيه مخاطر إقليمية ودولية ستظل تعصف بالمحيط دون هوادة، بالإضافة إلى سعي طهران الدائم لخربطة أوراق العمل السياسي والاقتصادي، وقيامها بأداء لعبة مدروسة وواسعة النطاق بعيداً عن أراضيها في ظل التحولات الميدانية الخطرة التي تشهدها المنطقة، والتي تقطف منها مكاسب أنانية يأتي من أبرزها، إشغال العالم وإغفاله عن التوسّع الدائر في برنامجها النووي بلا رقيب أو حسيب.