طالما قلنا إن لم يتكاتف المجتمع بأسره لا الدولة فحسب للتصدي لظاهرة الدعوة أو التحريض على الشذوذ فإن الدولة وحدها لن تستطيع أن تقوم بالدور، حتى جاءت الضربة هذه المرة من إحدى المدارس الخاصة، حين قام بعض الطلبة بمشهد تمثيلي «لعقد قران» لشابين وسط تصفيق الطلبة وهتافهم داخل أحد الصفوف.
«يقال إن الطلبة ليسوا كلهم من ذات المدرسة فالمدرسة كانت تستضيف حدثاً يجمع عدداً من المدارس الخاصة والحكومية، والمشهد كان تعبيراً مجازياً عن تزاوج الدول أي تحالفاتها ممثلاً بِعَقْد قران اثنين».
لست في معرض الدفاع أو الهجوم على المدرسة، إنما حسناً قامت وزارة التربية باتخاذ الإجراءات فوراً ضد هذا الفعل القبيح، فهو غير مبرر تماماً أياً كان سياقه، ونتمنى أن ينتهي التحقيق وتتضح الحقائق.
إنما ما لفت انتباهي ليس من قاما بالمشهد التمثيلي بل لفت انتباهي مجموعة الطلبة الذين كانوا يصفقون للمشهد وبدا أنهم سعيدون به، بل ويطلبون من أحد الشباب أن يجثو على ركبته لطلب يد زميله!! أي أن الأمر لم يكن مستهجناً أو مستنكراً، بل كان مقبولاً ومرحباً به وهذه هي الطامة الكبرى، وهذا هو الخوف الذي نخشاه، أي أن نألف هذا الشذوذ، أن نتعود عليه، أن يتكاثر بيننا وبين أطفالنا والكل يتفرج حتى يصل إلى أن لا يقابل بالاستهجان أو الاستنكار، وهذا هو ما يسعون إليه.. فالمطلوب أن نألف المشهد.
للعلم ظاهرة الشذوذ موجودة منذ بدء الخليقة، لكنها كانت دوماً فعلاً مستنكراً ومحرماً في المجتمعات حتى الغربية منها، لذلك كان مَن يرتكبه مستتراً ومبتعداً عن العلن ويحاول إخفاء شذوذه، حاله حال من كان يشرب الخمر، لكننا اليوم بدأنا نألف ونعتاد ليس وجود الشذوذ لأنه كما قلنا موجود منذ زمن، إنما بدأنا نألف علانيته، وبدأ الشاذ يعلن عن شذوذه أمام المجتمع دون خجل وتردد «والحال كذلك بالفتاة الشاذة» جميعهم بدؤوا يتعمدون الظهور، يتعمدون الإعلان، يأخذون مساحتهم العلنية من خلال صمتنا وعدم استهجاننا حتى تعتبر العلنية حقاً مكتسباً لهم بوضع اليد، ولأننا كمجتمع كأسرة كمدرسة كأهل كجيران كمؤسسات كمجمعات سكتنا وصمتنا و«عديناها» لهم، لهذا وصل الأمر وامتد إلى الخطوة التي تليها وهي الظهور العلني في التجمعات في الشارع في وسائل التواصل الاجتماعي وسكتنا أيضاً وعديناها، فلم نستغرب الآن أنهم وصلوا للمدارس؟ لم نتعجب، ألم يكن الأمر واضحاً أنه سيصل إلى هنا؟
قبولنا بعلانية الفعل وصمتنا عن الإشهار به جعله مألوفاً لأطفالنا وأبنائنا، بل ربما يرونه لطيفاً ومستحباً «كييووت»، فإن وصلنا إلى أن نألف المشهد وقبوله فقريباً سنشهد ما يحدث في الغرب أي قريباً سيفرضون علينا حق العلانية، وسيضعون لنا عقوبات لأي رد فعل يستنكر أو يستهجن أو يمنع، وربما سيشكلون مؤسساتهم المدنية وسيحدث ذلك بتشجيع السفارات طبعاً.
نحن لا نتدخل في خصوصيات الناس إن كانوا شاذين، أو كانوا يرتكبون أي مخالفة شرعية ويطلبون الستر من الله في بيوتهم، ولا نحن في دولة تقتحم البيوت وتشهر بمن ستر الله عليه، لكننا لا نقبل أن يفرضوا على المجتمع علانية شذوذهم، والمهم أننا لن نسمح أن يألف أو يعتاد النشء هذا الشذوذ، وتلك مسؤوليتنا جميعاً لا الدولة فقط، فإن سكتنا تمادوا.
«يقال إن الطلبة ليسوا كلهم من ذات المدرسة فالمدرسة كانت تستضيف حدثاً يجمع عدداً من المدارس الخاصة والحكومية، والمشهد كان تعبيراً مجازياً عن تزاوج الدول أي تحالفاتها ممثلاً بِعَقْد قران اثنين».
لست في معرض الدفاع أو الهجوم على المدرسة، إنما حسناً قامت وزارة التربية باتخاذ الإجراءات فوراً ضد هذا الفعل القبيح، فهو غير مبرر تماماً أياً كان سياقه، ونتمنى أن ينتهي التحقيق وتتضح الحقائق.
إنما ما لفت انتباهي ليس من قاما بالمشهد التمثيلي بل لفت انتباهي مجموعة الطلبة الذين كانوا يصفقون للمشهد وبدا أنهم سعيدون به، بل ويطلبون من أحد الشباب أن يجثو على ركبته لطلب يد زميله!! أي أن الأمر لم يكن مستهجناً أو مستنكراً، بل كان مقبولاً ومرحباً به وهذه هي الطامة الكبرى، وهذا هو الخوف الذي نخشاه، أي أن نألف هذا الشذوذ، أن نتعود عليه، أن يتكاثر بيننا وبين أطفالنا والكل يتفرج حتى يصل إلى أن لا يقابل بالاستهجان أو الاستنكار، وهذا هو ما يسعون إليه.. فالمطلوب أن نألف المشهد.
للعلم ظاهرة الشذوذ موجودة منذ بدء الخليقة، لكنها كانت دوماً فعلاً مستنكراً ومحرماً في المجتمعات حتى الغربية منها، لذلك كان مَن يرتكبه مستتراً ومبتعداً عن العلن ويحاول إخفاء شذوذه، حاله حال من كان يشرب الخمر، لكننا اليوم بدأنا نألف ونعتاد ليس وجود الشذوذ لأنه كما قلنا موجود منذ زمن، إنما بدأنا نألف علانيته، وبدأ الشاذ يعلن عن شذوذه أمام المجتمع دون خجل وتردد «والحال كذلك بالفتاة الشاذة» جميعهم بدؤوا يتعمدون الظهور، يتعمدون الإعلان، يأخذون مساحتهم العلنية من خلال صمتنا وعدم استهجاننا حتى تعتبر العلنية حقاً مكتسباً لهم بوضع اليد، ولأننا كمجتمع كأسرة كمدرسة كأهل كجيران كمؤسسات كمجمعات سكتنا وصمتنا و«عديناها» لهم، لهذا وصل الأمر وامتد إلى الخطوة التي تليها وهي الظهور العلني في التجمعات في الشارع في وسائل التواصل الاجتماعي وسكتنا أيضاً وعديناها، فلم نستغرب الآن أنهم وصلوا للمدارس؟ لم نتعجب، ألم يكن الأمر واضحاً أنه سيصل إلى هنا؟
قبولنا بعلانية الفعل وصمتنا عن الإشهار به جعله مألوفاً لأطفالنا وأبنائنا، بل ربما يرونه لطيفاً ومستحباً «كييووت»، فإن وصلنا إلى أن نألف المشهد وقبوله فقريباً سنشهد ما يحدث في الغرب أي قريباً سيفرضون علينا حق العلانية، وسيضعون لنا عقوبات لأي رد فعل يستنكر أو يستهجن أو يمنع، وربما سيشكلون مؤسساتهم المدنية وسيحدث ذلك بتشجيع السفارات طبعاً.
نحن لا نتدخل في خصوصيات الناس إن كانوا شاذين، أو كانوا يرتكبون أي مخالفة شرعية ويطلبون الستر من الله في بيوتهم، ولا نحن في دولة تقتحم البيوت وتشهر بمن ستر الله عليه، لكننا لا نقبل أن يفرضوا على المجتمع علانية شذوذهم، والمهم أننا لن نسمح أن يألف أو يعتاد النشء هذا الشذوذ، وتلك مسؤوليتنا جميعاً لا الدولة فقط، فإن سكتنا تمادوا.