لم يتأخر السودان كثيرا في إبداء تضامنه مع المملكة العربية السعودية، عقب إعلان الرياض قطع علاقاتها مع طهران، وإمهالها ديبلوماسيي إيران 48 ساعة للمغادرة.الخرطوم أعلنت طرد السفير الإيراني، واستدعت سفيرها بطهران، احتجاجا على مهاجمة المصالح الديبلوماسية للسعودية بإيران بعد إعدام السلطات السعودية نمر باقر النمر.وقال الكاتب الصحفي، السوداني، فيصل محمد صالح، إن الخرطوم شرعت منذ فترة في الابتعاد عن إيران، لصالح التقارب مع الدول العربية، ومن مظاهر ذلك التقارب، انضمامها إلى التحالف العربي الرامي إلى إعادة الشرعية في اليمن.وأضاف صالح:"موقف السودان كان ينتظر اللحظة الأنسب فقط ليعلن عن نفسه، بعدما تبلور بشكل كامل، ففي الفترة الأخيرة، كانت هناك عدة إشارات إلى تملص الخرطوم من علاقتها بإيران".وبالرغم من الطابع المفاجئ لطرد السفير الإيراني من الخرطوم، إلا أن الشارع السوداني استحسن الخطوة، لما لها من تبعات إيجابية على العلاقة بالسعودية وباقي الدول العربية، وفق صالح.ويشير إلى أن الشارع السوداني لم يكن ينظر بعين الرضا إلى تطوير العلاقة مع إيران، وظل يفضل تمتين العلاقات مع الحلفاء العرب الطبيعيين كالمملكة العربية السعودية.وشهدت الديبلوماسية السودانية تحولات مهمة خلال الآونة الأخيرة، بحسب الكاتب، بعدما أخذت الخرطوم تنأى بنفسها عن تنظيم الإخوان المسلمين، فضلا عن إغلاقها مركزا ثقافيا إيرانيا في البلاد.ويستبعد الكاتب أن تتعافى العلاقات السودانية الإيرانية عما قريب، بعدما وصلت إلى درجة القطيعة، حتى وإن كان ثمة تعاون في مجال التصنيع العسكري بين البلدين.