الدوحة - (وكالات): ذكرت تقارير أن وثائق سرية تشير إلى تعاون استخباري وثيق ورفيع بين مخابرات نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي وجهاز المخابرات البريطاني بفرعيه الخارجي والداخلي على مدى سنوات، وفقاً لما بثته قناة "الجزيرة”. وقد اندرجت أكثر اللقاءات بين الجانبين في إطار ما سمياه العمليات المشتركة التي تهدف لمتابعة أهداف وتجنيد عناصر يصفانها بأنها متطرفة.ومما أثار الانتباه في ما ورد في الوثائق المؤرخة بين عامي 2006-2007 هو أساليب الضغط والابتزاز التي قد تنتهك حقوق الإنسان، ويلجأ إليها الجانبان في عملياتهما المشتركة لحمل المهاجرين الليبيين على التعاون معهما، ولم يقتصر التعاون الاستخباري البريطاني الليبي على بريطانيا فحسب بل تخطى ذلك إلى دول أوروبية أخرى يقيم فيها مهاجرون ليبيون مثل النمسا والسويد. وقد وردت في الوثائق أسماء السيد أنتوني الذي يعرف مرة بأنه مسؤول العمليات في جهاز الأمن الداخلي البريطاني "أم أي 5” وتارة بأنه رئيس قسم المصادر البشرية بنفس الجهاز، إضافة إلى السيدة كارولين وهي ضابطة العمليات في القسم نفسه، والسيد روبرت من جهاز المخابرات الخارجي "أم أي 6” والسيد جوستن ضابط الارتباط البريطاني في طرابلس.أما من الجانب الليبي فكانت التقارير موجهة في الأساس إلى مدير العلاقات الدولية والتعاون في جهاز الأمن الخارجي والمقصود به صادق كريمة. وكانت موجّهة من قبل العقيد نجم الدين العجيلي، رئيس قسم المتابعة والتوثيق.وقد تبادل الجانبان في أكثر مناسبة كما تظهر الوثائق الشكر والتقدير على روح الانسجام ومستوى التعاون بينهما والرغبة في الاستمرار في ذلك، كما تبادلا المعلومات والاقتراحات والنصح.وتؤكد التقارير أن الوثائق تبرز في أكثر من مناسبة مخاوف الجانب البريطاني القانونية، حيث كان يلفت انتباه نظرائه الليبيين إلى ضرورة الحذر ومراعاة جوانب قانونية تتعلق بحق الشخص المراد تجنيده في رفض ذلك.وتستهدف العمليات البريطانية الليبية المشتركة عناصر الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة في بريطانيا خاصة، ويشير مسؤولو الاستخبارات الليبيون في مراسلاتهم السرية إلى أي عضو مستهدف في تلك الجماعة بـ«الزنديق” فلان. كما تشير الوثائق إلى استغلال الوضع القانوني والمادي للمستهدف على سبيل الترغيب أو الترهيب لحمله على التعاون.
International
وثائــق سريــة تكشف تعاون مخابـرات القـذافي مع بريطانيــا
27 مايو 2012