الرأي

الرؤية الحكيمة لتمكين الشباب

يمثل الشباب شريحة كبيرة في المجتمعات العربية بصفة عامة وفي مملكة البحرين بصفة خاصة حيث يشكلون ما نسبته 52% من الفئة العمرية من 24- 35 عاماً في المجتمع البحريني، وهو ما يعني أن نصف السكان في المملكة هم من فئة الشباب، وتعد عملية تمكين الشباب المدخل لضمان تحقيق الإنصاف بين الأجيال والمشاركة المدنية وبناء الديمقراطية، حيث إن تحقيق التنمية لقطاع الشباب يساهم بدوره في تحقيق التنمية للمجتمع المحلي، ومن ثم الدولة ككل، وتولي مملكة البحرين أهمية كبيرة لتمكين الشباب وتوفير كافة الإمكانات والمقدرات اللازمة لتلبية احتياجاتهم وتحقيق تطلعاتهم، وتستمد تلك الأهمية من الرعاية والحرص الملكي السامي من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، فتدشين يوم الخامس والعشرين من مارس كل عام يوماً للشباب البحريني يجسد تلك المكانة والاهتمام الذي يلقاه الشباب من قبل جلالة الملك المعظم حفظه الله، وقد أخذت الحكومة بقيادة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على عاتقها اتخاذ كافة الإجراءات من أجل إدماج الشباب ورعايتهم وتحفيزهم باعتبارهم وقود المستقبل وعماد التنمية، انطلاقاً بالإيمان بأهمية الاستثمار في الطاقات البشرية والاستفادة المثلى من إبداعات الشباب من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فكانت المبادرات والبرامج الحكومية تخطو نحو بناء المهارات وتبادل الخبرات وتوفير بيئة داعمة لتمكين الشباب في كافة المجالات العلمية والثقافية والسياسية والتوظيف والصحة والاندماج الاجتماعي، وتزويدهم بالمهارات العلمية والحياتية المناسبة لتطلعات سوق العمل في ظل بيئة رقمية مستدامة، وتشجيعهم على الابتكار فكانت جائز الملك حمد لتمكين الشباب التي أطلقت عام 2017م حافزاً على هذا المسار، كما عملت الاستراتيجية الوطنية لتمكين الشباب التي وافق عليها المجلس الأعلى للشباب والرياضة على ذات الأهداف، وتكاملاً مع تلك الجهود حظي الشباب بالعديد من البرامج الداعمة مثل برنامج صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة لتنمية الكوادر الحكومية، ومشروع مدينة شباب 2030، وجائزة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، وصندوق الأمل لدعم المشاريع والمبادرات الشبابية.

إنها مسيرة وطنية تعتبر تمكين الشباب واجب وطني ومسؤولية تتكامل كافة جهود الدولة لتحقيقها بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني ومنظمات تمكين الشباب والمرأة، حتي بات الشباب البحريني علامة بارزة ومتميزة في المحيط الإقليمي والدولي.