كشفت دار الإفتاء المصرية كيفية استخدام داعش للحرب الإلكترونية ضد الغرب وخصومه.وقال مرصد الإفتاء إن التنظيم أصدر مؤخرا مجلة إلكترونية تحمل اسم (kybernetik) متخصصة في تعليم عناصره القتالية كيفية المشاركة في "الحرب الإلكترونية" ضد الغرب مع تجنب المراقبة على الإنترنت من قبل السلطات، وقد صدر العدد الأول من المجلة باللغة الألمانية ونشر على الإنترنت مؤخرا.وتابع المرصد أن تنظيم داعش يُولي اهتماما كبيرا بالحرب الإلكترونية التي يطلق عليها مصطلح "الجهاد الإلكتروني"، معتبرا أن عمليات الهاكرز والقرصنة التي يقوم بها عناصره نوع من "الجهاد" الشرعي المُعتَبر، وقد أسس التنظيم في هذا السياق كتيبة "دابق" المتخصصة في اختراق الحسابات الإلكترونية والصفحات على "فيسبوك" و"تويتر" المناهضة للتنظيم، إضافة إلى كتيبة "عمر الفاروق التقنية"، والمختصة بعمليات التدريب والتأهيل لأنصار التنظيم على الهروب من الملاحقة الإلكترونية وتعليم طرق التخفي الإلكتروني.وأكد المرصد أن تنظيم "داعش" يعتمد على "الجهاد الإلكتروني" – كما يسميه - بشكل كبير في عمليات الحصول على المعلومات وتجنيد الأتباع، وبث الخوف والرعب بين المجتمعات المستهدفة بعملياته، وقد وضعت شبكة "المجاهدين" الإلكترونية – وهي أحد المواقع التابعة لـ"داعش"-، برامج لمعرفة تعليم الهاكر تحت عنوان "الهاكرز سلاح المسلم".وتابع مرصد الإفتاء أن التنظيم قام بالفعل بتنفيذ العديد من العمليات الإرهابية الإلكترونية، أبرزها الهجوم على شبكة "تي في 5 موند" الفرنسية مؤخرا على أيدي أفراد يقولون إنهم ينتمون إلى تنظيم "داعش"، وهو ما أدى لتوقف جميع قنواتها التلفزيونية عن البث، وفقدانها السيطرة على مواقعها الإلكترونية لساعات، وقد نشر التنظيم عدة رسائل تهديد وتحذير من مشاركة فرنسا في الهجوم على التنظيم.وفي شهر نوفمبر قامت مجموعة تابعة للتنظيم تطلق على نفسها "الخلافة الإلكترونية"، بقرصنة حساب مجلة "نيوز ويك" على "تويتر"، لتنشر صوراً لمقنّع كتب فوقها "أنا داعش" أو "JE SUIS ISIS" مع عبارة "CYBERCALIPHATE". وأيضا في أغسطس الماضي، قامت مجموعة تطلق على نفسها اسم "قسم القرصنة بالدولة الإسلامية" بنشر معلومات قالوا إنها لعناصر بالجيش الأميركي ومدنيين يتعاملون مع الأجهزة العسكرية، وهو ما أثار الرعب في الأوساط الحكومية الأميركية.ودعا المرصد إلى ضرورة أن تولي الأجهزة المعنية للدول والمؤسسات الحرب الإلكترونية الاهتمام الكافي لمواجهة القدرات المتزايدة لتنظيم داعش، والتي تساعده في تنفيذ أهدافه بشكل أكثر دقة وبكلفة أقل، وتتيح له تهديد العديد من الدول والكيانات الاقتصادية والأمنية بشكل مباشر.ودعا المرصد إلى أهمية وضع استراتيجية دولية لمحاربة القرصنة والهجمات الإلكترونية التي تمثل تهديدا ملحا للعديد من الدول المشاركة في الحرب على التنظيم، وضرورة مشاركة الشركات الكبرى والعملاقة في المجال التقني في هذه الحرب، إضافة إلى تعاون مواقع التواصل الاجتماعي الكبيرة في محاصرة وتتبع الجماعات المتطرفة والتكفيرية وغلق كافة حساباتها التي تنشر أفكارها الخبيثة من خلالها.