الرأي

القمة العربية والمبادرات الإنسانية لجلالة الملك المعظم

تأتي استضافة مملكة البحرين لاجتماع القمة العربية الثالثة والثلاثين في مايو القادم في توقيت مهم وحساس لما تمر به المنطقة من تداعيات الصراعات والنزاعات والتي من شأنها أن تهدد الأمن والسلم الدوليين.

ولعل اهتمام سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم أيده الله ورعاه في أن تكون هذه القمة ذات مخرجات وقرارات تدعم الاستقرار للشعوب العربية، فجاءت زيارة سيدي جلالة الملك المعظم للمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية في إطار تعزيز التعاون والتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية وتؤكد وقوف المنامة مع الأشقاء في عمان والقاهرة من تداعيات ما يجري من أحداث في غزة.

وخلال تلك الزيارات حرص سيدي جلالة الملك المعظم على التأكيد والنهج الثابت في دعم الأشقاء في دولة فلسطين، فقد كانت البحرين من أوائل الدول التي أعلنت موقفها صراحة من مشروع القرار العربي الذي تقدمت به الجزائر في مجلس الأمن بأن تكون لدولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، كما أن سيدي جلالة الملك المعظم خلال لقائه بفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي أكد أكثر من مرة على أهمية توصيل المساعدات الإنسانية والعمل على مسار يحقق لفلسطين وشعبها الحياة الكريمة، وهذا لن يحدث إلا باتخاذ خطوة للأمام تتمثل في حل الدولتين وفق للمبادرة العربية.

ويعكس توجه مملكة البحرين في نهجها المتبع في التعاطي مع القضايا الإقليمية والدولية من خلال الإيمان الراسخ بأن السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والرخاء والوئام هو معالجة ملفات الصراعات والنزاعات عبر طاولة المفاوضات، والحوار البناء وفق المواثيق الدولية المتفق عليها سواء في الأمم المتحدة أو جامعة الدول العربية.

إن جهود مملكة البحرين الإنسانية والتي يرعاها ويشرف عليها سيدي جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه في استضافة القمة العربية والمبادرات التي طرحتها المنامة ومنها لا الحصر استضافة مشروع البورصة العربية المشتركة ومبادرة جلالته بإنشاء محكمة عربية لحقوق الإنسان وغيرها هو تأكيد على النهج المتأصل الذي تتميز به مملكة البحرين كنموذج للسلام والتعايش، فاستضافة القمة العربية بالمنامة من المأمول أن تخرج بقرارات مهمة ومصيرية ومنها تنمية التجارة بين الدول العربية لتحقيق التكامل العربي والاتفاق على استراتيجية متكاملة للأمن الغذائي العربي، لما تمثله من أولويات لحاضر ومستقبل الشعوب العربية، أضف إلى ذلك التأكيد والعمل الراسخ والثابت نحو الدفع بمسارات جديدة لقضية العرب الأولى وهي حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفق المبادرات والمبادئ المتفق عليها بين جميع الدول العربية والمجتمع الدولي.